الثلاثاء، 18 يناير 2011

لا تسالني ان كان القران مخلوقا او ازلي....بل سلني ان كان السلطان لصا او نصف نبي

ذلك القول العبقري الخالد الذي اطلقه الشاعر الفذ الحر الثائر امل دنقل اتذكره الان وانا اري رد فعل بعض المتشدقين بالدين الحرفيون الذين لا لب لهم ولاعقل لهم مدعين انتماءهم للفهم السلفي للاسلام تجاه الثورة التونسية الطاهرة فالبعض منهم خرج علينا بوجهه الخشبي الاحمق يردد كالبغبغاء انه لا يجوز الخروج علي الحاكم المسلم بالقوة وانه لايجوز الخروج في المظاهرات  ......و...والخ من هذة الكلمات الجوفاء البلهاء واقول لهولاء المغفلين الجهلاء ان الاسلام هو دين الحرية والعدل والمساواه وان لم تتحقق هذة المباديء فالاسلام لاوجود له  ولا معني له فهذة هي مهمة الاسلام الاولي التي خرج بها للعالمين اتدرون لماذا قامت الثورة بهذة الطريقة في تونس ؟؟ لانها بلد الامام الطاهر محمد الطاهر بن عاشور الذي اعاد اكتشاف علم مقاصد الشريعة بعد فترة طويلة مرت علي  ملحمة الامام الشاطبي (الموافقات) اتدرون ما هو اول مقصد للشريعة وضعه الطاهر بن عاشور انه الحرية ثم المقصد الثاني العدل  ......نعم ابن عاشور (التونسي ) وضع في اول مراتب المقاصد العليا للشريعة الاسلامية الحرية والعدل فان توجدا في مجمتع فلا اسلام فيه انظروامعي في هذةالايات بتدبر لتلمسوا قيمةالحريةفي الاسلام :-
( اذهبا إلى فرعون انه طغى. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) 43-44 طه
( فمن شــاء فليؤمن ومن شــاء فليكفر ) 29 الكهف
( ولو شــاء لجمعهم على الهدى ) 35 الأنعام 

( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ) 118 هود
( ولو شاء الله ماأشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل ) 107 الأنعام
( من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولاتزر وازرة وزر أخرى ) 15 الإسراء
( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى ) 35 الأنعام 

( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) 99 يونس 
وهكذا يتضح لنا ان الحرية حكم الهي ملزملايجوز مخالفته ولا الخروج عليه حتي ولو كانت الحرية ستوديء الي عدم الالتزام انظروا معي في هذة الاية الكريمة  
مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا )النساء 80 
بل للنظر في هذة الاية التي تضدستور مهمة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم:- 
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ-الاعراف 157 
االمقصد الاول وقبل كل شيء في الاسلام هو رفع الاصر والاغلال التي كانت عالقة في رقبة البشر قبل الاسلام فالاسلام هو دين الحرية والتقدم والتطور والابداع والحضارة  وكل ذلك لايكون له وجود من غير العدل المبدا الثاني الذي جاء الاسلام ليؤسس له كاساس للمجتمع انظروا معي قول الله تعالي :- 
 {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25 
وهكذا نتبين ان الله قد انزل اليات ووسائل الحكم التي يستعملها الرسل ومن بعدهم الحكام وهذة الاليات هي 1-الكتاب .اي الوحي المنزل من السماء فيجب اتباع شرع الله ويكون هو المهيمن علينا 
  2- الميزان .وهو العدل والقسط بين الناس فلا يصح حكم بدونه  
  3-الحديد .اي القوة والصرامة مع الخارجين علي قانون الدولة والعصاه  
ثلاثة وسائل لايجوز لحاكم ان يبدلها ثم وضع الله ضابطين لاستخدام هذة الوسائل الثلاث وذلك في قوله تعالي :-  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135وهذا هو الذابط الاول ام الذابط الثاني ففي قوله تعالي :- 
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء 135 
اذن فالحاكم في الاسلام ليس حرا طليقا يفعل ما يشاء انما تصرفه مرتبط بتحقيق العدل في شالعب الذي يحكمه لايحابي قريب ولا يظلم مختلف معه  ..وعلي هذا فان الحرية والعدل هما اساس الملك في الاسلام شرطين بل ركنين اصيلين لايمكن الاستغناء عنهما لمن يدعي ويزعم انتمائه للاسلام ....وعلي ذلك فرض الله الطاعة علي المحكومين تجاع الحكام وذلك في قوله تعالي :- 
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59 
ولكن اله جل جلاله قيد هذة الطاعة في هذة الاية بالاية التي قبلها والتي داءما ما يغفل عنها وعاظ السلاطين وعبادهم ولا يتكلمون عمها مع انها شرط لابد منه لنفاذ واستحقاق الطاعة علي المحكوم للحاكم وهذة الاية هي اية الامارة كما اسماها ابن تيمية بل بني عليها كتابه القيم (السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية)- وانظر الي العنوان الذي جعل اصلاح الراعي اولا قبل الرعية- فقد جعل ابن تيمية هذة الاية القاعدة التي يبني عليها اصول الحكم فيقول الله تعالي :- 
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً{58} 
يالله .....سبحانه وتعالي لم يامر الناس بالطاعة للحكام الا بعد ان الزم الحكام ان يؤدؤا الامانات الي اهلها والامانات هني تعني المصالح اي ان الحاكم في الاسلام ملزم ان يقوم علي المصلحة العامة للعباد واقامة العدلبينهم وان لم يفعل فلا طاعة له في رقبتهم فهذ ايه الامارة وتلك شروطها ولذك فان سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان واعيا لهذا المعني تماما عندما خطب اول خطبةله بعد  ان تولي الحكم عندما قال :-(اني وليت عليكم ولست بخيركم فان اصابت فاعينوني وان اخطات فقوموني ) وهنا قال الصديق _اصبت واخطات_ولم يقل التزمت الكتاب والسنة او لم التزم فهذا مفروغ منه .....وانما يتحدث عن الذواب والخطا لانه يدرك ان مهمته الاولي هي تحقيق مصلحة العباد والتي هي تتغير حسب الزمان والمكان وهنا يتجلي المعني ان الصديق طلب تقويمه ليس لمخالفته الحلال والحرام وانما فقط لجرد ارتكاب خطا في التقدير -وهذا يدل علي مدنية الدولة في الاسلام _وعلي ذلك فقد جعل الاسلام افضل انواع الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر ......وهنا فان القاصي والدني ومن في قلبة بقية ايمان يعلم ان حكامنا في الدول العربية هم جميعا سلاطين جائرين ومستبدين وطغاه ويلزم تقويهم بل وازالتهم من الوجود اصلا ......والا بالله عليكم هل يحقق احدا منهم المصلحة او العدل ....هل يوفر احدا  الحرية في بلاده......ابدا والله ....فيا ايها الجهال المتفيهقون يا وعاظ السلاطين المستبدين يا من شغلتم الامة بالجلباب واللحية وشعر جبين المراة وفقه دوارات المياه .....افيقوا يرحمكم الله فالامة تحترق ويسودها الفساد والافساد من كل جانب وانتم تحرمون ما جري في تونس لهذا المستبد الفاسد الفاسق ....اللص والذي كاد يدعي االالوهية ....لا النبوة وفضوها سيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق