في الفترة الاخيرة توطدت العلاقة بين البزنس والسلطة في مصر مما عاد بالفقر علي المواطن المصري الذي صار لا يجد قوت يومه في مقابل تضخم ثروات رجال الاعمال الذين اصبحوا يمثلون السلطتين السياسية والتنفيذية فأصبح البزنس هو الحاكم الفعلي لمصر وأصبحت الحكومة تتفنن في سلب الشعب الفقير كل ما يملك بحق احياناً وبغير حق معظم الاحيان ولكن يبقي السؤال الذي يشغل بال الكثيرين وهو لماذا يتمني رجال الاعمال في مصر الجلوس علي مقاعد سياسية؟!! هل السبب هو السعي إلي استغلال صلاحياتهم السياسية لزيادة ثرواتهم وتأمينها من غدر الايام أم الحصول علي امتيازات جديدة تفتح الطريق امام ثروات جديدة للجيل العاشر من الابناء. إن ما يعانيه الفقراء في مصر من بطالة وغلاء وكدر المعيشة يرجع بالدرجة الأولي إلي أن نخبة رجال الاعمال حلت محل النخبة السياسية في ادارة الدولة ورسم سياستها العامة سواء بطريق مباشر عن طريق تولي رجال الاعمال مناصب وزارية أو برلمانية أو بطريق غير مباشر وذلك من خلال عمليات المصاهرة التي تتم بين رجال الاعمال ورجال السلطة فأصبحنا الآن نري ظاهرة المصاهرة بين السلطة والثروة إبن المليونير يتزوج ببنت الوزير أو العكس وأصبح هذا هو الهدف والطموح سواء لرجل الاعمال أو للوزير إذا امتلكت المال لابد ان تبحث عن السلطة وإذا كان لديك السلطة لابد ان تبحث عن المال واذا جمعت الحسنيين ستصبح سيد هذا البلد وهذه العلاقة بين السلطة والثروة ليست وليدة اليوم بل إن جذورها تمتد لأكثر من خمسين عاماً في مصر.. ففي دراسة اجرتها الدكتورة سامية سعيد امام تحت عنوان«من يملك مصر» أشارت الدكتورة إلي وجود شبكة واسعة من علاقات المصاهرة والقرابة والنسب بين مجموعة هائلة من العائلات المصرية التي إستحوذت علي السلطة والنفوذ والثروة معافي أن واحد، ومن اشهر هذه العائلات زواج علاء مبارك من هايدي وهي ابنة رجل الأعمال مجدي راسخ الذي عمل مع رجل الأعمال محمد نصير صاحب "فودافون" للاتصالات حتى مصاهرته للرئيس..وهو رئيس مجلس إدارة شركة السادس من اكتوبر للتنمية والاستثمار "سورك" وهي شركة كبرى من أبرز أعضاء مجلس إدارتها والمشاركين فيها شفيق البغدادي المدير المالي والإداري.. ويصل رأس المال المصرح به إلى خمسمئة مليون جنيه مصري ورأس المال المصدر مئة مليون جنيه مصري.. وهو رئيس شركة النيل للاتصالات ورئيس شركة "رينجو" للاتصالات التي تعد أكبر شركة لكبائن الاتصالات في مصر
اتجه مجدي راسخ إلى الاستثمار في الغاز وأسس الشركة الوطنية للغاز (ش.م.م) في عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين عقب صدور قانون الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة رقم تسعمئة وواحد وستين لسنة ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين. وتعمل الشركة في مجال نقل وتوزيع الغاز الطبيعي من مناطق الإنتاج إلى العملاء بالمنازل والعملاء في مجال التجارة والصناعة. وهو من أبرز المساهمين في الشبكة الثالثة للمحمول في مصر..كما أنه وكيل شركة "كاتيك" الصينية التي تصنع الجرارات وتعمل في مجال السكك الحديدية
وها هو جمال مبارك ابنالخامسة والأربعين تزوج خديجة ابنة الرابعة والعشرين.. وهي ابنة المقاول المعروف محمود يحيي الجمال الذي ينتمي إلى أسرة الجمال الدمياطية العريقة وتتمتع أسرته بشهرة واسعة.. والدته من عائلة الطاهري وهي أسرة كبيرة.. يملك شركة استيراد وتصدير وشركة "جلالة" للتنمية السياحية ومتخصص في إنشاء القرى السياحية وله قرية العين التي أنشئت على أربعمئة وخمسين فداناً في العين السخنة وبواجهة كيلو متر على البحربدأ الجمال حياته بتكوين شركة مقاولات "دجلة" وهي شركة مقاولات مختلفة عن شركة دجلة الي يمتلكها رجل الأعمال في الحزب الوطني وعضو مجلس الشعب محمد مرشدي. شركة دجلة الجمال تولت بناء مجموعة من الأبراج في الزمالك والدقي والمهندسين. بعد ذلك أسس الجمال أيضاً شركة "صن سيت" التي يتركز نشاطها على بناء الفيللات والقصور الفاخرة والفخمة على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وشارك فيها رجل الأعمال السعودي المعروف عبدالرحمن الشربتلي
أعضاء النادي الحصري للأثرياء المصريين البالغين أربعة ملايين الذين يستطيعون السماح لأنفسهم بالعيش من دون حساب.. تعلموا كيف يعتمدون على عمال يحيى الجمال حتى يشيدوا لهم القصور الحالمة
ويمتد نشاط شكة الجمال إلى السياحة العقارية.. حيث شيدت قرية هاسيندا على الساحل الشمالي بعد الإسكندرية التي يوجد فيها مطعم أندريا الشهير الذي يمثل ملتقى لأولاد الذوات من رواد الساحل الشمالي وعلى رأسهم جمال وعلاء مبارك
وبعيداً عما يجمع بين جمال وخديجة- الاثنان درسا في الجامعة الأمريكية..طبعاً جمال تخرج فيها خلال عقد الثمانينيات الذي شهد مولد خديجة- فإن هذه الزيجة.. تبرز إلى أي حد ترتبط السلطة بالمال في مصر
وإذا كان نجل الرئيس المصري حسني مبارك قرر الزواج من ابنة مقاول تولت شركته تنفيذ وإنشاء العديد من المدن والقرى السياحية.. فإنه ليس الأول..فقد تزوجت جيهان "الثانية" ابنة الرئيس المصري الراحل السادات من المقاول محمود عثمان..برغبة من السادات الذي أراد أن يكون صديقه "المعلم" عثمان أحمد عثمان صهراً له
والشاهد أن السلطة في مصر حريصة على الارتباط بالبيزنس.. في حين يرى رجال الأعمال أنهم عقدوا قرانهم على الحكومة ..وعندما أراد عمرو موسى -أيام كان وزيراً لخارجية مصر- تزويج ابنته الوحيدة هانيا.. لم يجد لها زوجاً أفضل من أحمد أشرف مروان. وفضلاً عن كونه حفيد جمال عبد الناصر - من جهة أمه منى- فهو رجل أعمال.. وشقيقه جمال هو مالك قناة ميلودي الغنائية..غير أن الزيجة انتهت على أي حال بالطلاق
وبما أننا نتكلم عن زيجات أبناء وبنات الرؤساء في مصر فدعونا نتذكر أن الرئيس عبد الناصر وافق على أول عريس طرق بابه للزواج من ابنته الكبرى.. وكانت هدى قد ارتبطت بزميلها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حاتم صادق وفاتحت والدها الصعيدي المحافظ وتم الزواج في عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين. وكان حاتم قد اختار فيلا صغيرة بجوار الميريلاند للزوجية وعملاً سوياً (هدى وحاتم) في جريدة "الأهرام" وأسس حاتم صادق مركز الدراسات السياسة والاستراتيجية وخرج منه مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في نهاية عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين..ليعمل رئيساً لفرع البنك العربي المحدود في القاهرة- ثم أصبح عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الكبرى- وتحصل هدى على الدكتوراه في العلوم السياسية
ولم تختلف حكاية منى عبد الناصر كثيراً عن حكاية زواج شقيقتها هدى..فقد تزوجت في الرابع عشر من أكتوبر تشرين أول عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين من الملازم كيماوي أشرف مروان نجل أبو الوفا مروان مدير إدارة التعيينات في الحرس الجمهوري
عقب الزواج انتدب أشرف للعمل في رئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس .. وفي عهد الرئيس السادات اختير رئيساً لمكتب المعلومات برئاسة الجمهورية ثم تولى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع وخرج منها بعد شائعات كثيرة طالت ذمته المالية وهو ما قاله السادات لمنى حين ذهبت تسأله عن سبب تغيير زوجها وإقالتهومع أن عبد الناصر أنجب ابنتين وثلاثة أولاد فإن العمر لم يسعفه لحضور زواج أولاده الذكور الذين تزوجوا بصورة تقليدية. وقد تزوج خالد الأكثر ارتباطاً بوالده من داليا وهي ابنة سمير فهمى رجل الاقتصاد والخبير البترولي البارز ولاعب مصر الدولي في كرة اليد..وخالد عبد الناصر- أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة- كان لاعباً في فريق نادي هليوبوليس لكرة اليد .. أما داليا فهي خريجة الألسن لغة إنجليزية..وأنجب منها جمال وتحية التي تخرجت في الجامعة الأمريكية في عام ألفين واث
تزوج عبد الحكيم - ثالث أبناء عبد الناصر وثالث الذكور- من عائلة قطري الشهيرة. وقد تخرج عبد الحكيم في قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان. وبدأت علاقته بالأعمال عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين من خلال شركة "مودرن كونتر أكنوزر للمقاولات" التي أسسها مع شقيقه عبد الحميد وشاركهما بعد فترة الشقيق الأكبر خالد
بدأت الشركة نشاطها في مجال المقاولات والديكور برأسمال عشرين ألف جنيه عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين. وفي العام التالي انضم إليهم شركاء جدد هم محمد عبد الحميد وعمرو حسين شعبان وتم رفع رأسمال الشركة إلى أربعة وثلاثين ألفا ثم إلى مئة وخمسين ألفاً..لكن في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين وصل رأسمال الشركة إلى مليون جنيه..، يمتلك منه الأشقاء خمسة وثمانين بالمئة..على أنه يبدو أن نجاح الشركة وتضخم رأسمالها كان سبباً مباشراً في انهيارها ففي عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين وقعت خلافات حادة بينهم وطالب عمرو حسين بفرض حراسة على الشركة.. وبالفعل قررت المحكمة تعيين أولاد عبد الناصر حراساً عليها
وفي العام نفسه شارك عبد الحكيم في شركة "كلوزال" للتسويق وتوزيع المنتجات الصناعية.. لكن عشقه للعمل في المال أوقعه في العديد من المشكلات؛ ففي الوقت الذي تقدم فيه بنك القاهرة إلى محكمة جنح مصر الجديدة وأقام أربع قضايا على عبد الحكيم لإصداره أحد عشر شيكا بدون رصيد.. ورطه فيها صديقه الهارب رجل الأعمال حاتم الهواري بمبلغ عشرة ملايين وسبعمئة وخمسين ألفاً.. وهي القضية التي هرب بسببها عبد الحكيم إلى فرنسا ومنها إلى لندن.. حتى عاد بصحبة أحد الرؤساء العرب ليعلن أنه على استعداد لسداد ديونه
في التوقيت نفسه استطاع عبد الحكيم التصالح في قضية شيكات أخرى كانت مع نجل الفنان نظيم شعراوي وبعض التجار
عبد الحميد الرابع بين أبناء عبد الناصر وثاني الذكور .. تخرج في الكلية البحرية وتزوج من إيمان محي الدين الخرادلي ابنة الدكتور محي الدين الخرادلي مدير معهد السرطان في ذلك الحين. بعد وفاة والده التحق بالسلك الدبلوماسي عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين.. حيث عمل في السفارة المصرية بلندن فترة بسيطة..ثم انتقل إلي العمل في مكتب الهيئة العربية للتصنيع في بريطانيا.. وبقي فيها حتي عاد مرة أخرى إلي القاهرة ليتفرغ نهائيا للعمل في دنيا الأعمال مع شقيقة عبد الحكيم في إدارة الشركة التي كوناها
فقط للتاريخ نقول إن ظروف الإقامة الجبرية حرمت أول رئيس لمصر بعد ثورة يوليو محمد نجيب من اختيار عروس لوالديه.. فابنه فاروق (مات مؤخراً بالقلب) تزوج دون أن يحضر والده من ابنة البقال المجاور لهما وهو رجل ارتضى أن يزوج ابنته لشاب فاشل دراسياً وليست لديه مهنة أو صنعة يأكل بها عيش وكان والده الرئيس حبيساً في قصر زينب الوكيل بالمرج. أما علي الابن الثاني لمحمد نجيب فلم يكن حظه أحسن من أخيه رغم تفوقه الدراسي.. فقد قتل أثناء دراسته في ألمانيا وقيل وقتها إن الموساد قتله..وسرت شائعات غير مؤكدة حول دور المخابرات المصرية في مقتل ابن الرئيس
أبناء الرئيس السادات (أنجب السادات سبعة أبناء..ست بنات وولد وحيد هو جمال السادات) لم يختلف حظهم كثيراً عن حظ أبناء الرئيس نجيب في الزواج.. خاصة بناته من زوجته الأولى إقبال ماضي. ففي حين زوّج السادات بناته من جيهان لأبناء نجوم المجتمع والسياسة في عهده تزوجت بناته من إقبال زيجات انتهت كلها بالفشل وتراوحت بين نصاب سوري ومغامر سكندر
كان أول زواج في بيت السادات غريباً ومفاجئاً حيث جرى استخراج شهادة تسنين للابنة الصغرى"كاميليا التي تزوجت في ليلة واحدة مع أختها الكبرى راوية وذلك في حضور رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر ووزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر..وقد فشلت الزيجتان وسرعان ما طلقت الشقيقتان من زوجهما في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين
وسرعان ما تعرفت كاميليا على رجل أعمال سوري يدعي نادر بايزيد وأرادت الزواج منه. ولم يعترض السادات الذى رأى في الزواج فرصة لإراحة البال والدماغ من هم البنات وزوّجها له. وعلى الفور أسس السورى نادر بايزيد شركة مقاولات وحصل على مشروعات كبيرة ومناقصات كبرى من الدول باسم مصاهرة الرئيس..وجمع مبالغ كبيرة من الناس ثم بدأ يماطل في السداد وفي تسلم الشقق.. ولما علم السادات طلق ابنته منه وطرده من القاهرة نهائياً
نادر لم يكن الانتهازي الوحيد الذي وجد في مصاهرة السادات فرصة للثراء..فقد كانت راوية الابنة الوسطى من الزوجة الأولى التي طُلقت كذلك كانت على موعد مع مغامر سكندري تقدم نهاية عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين لخطة ابنة الرئيس. وافق السادات.. وسافر الزوجان إلى روما لقضاء فترة شهر العسل. وعند العودة اكتشفت راوية أن الزوج لا يملك شقة للسكن (السادات حل تلك الأزمة) ولأنه مجرد مغامر طموح فقد بدأ يستغل اسم الرئيس السادات في مناقصات وحصل على مشروعات كبيرة من الدولة..واستغل اسم الرئيس الذي لمع اسمه في أوروبا بعد حرب أكتوبر. ولما علمت ابنة الرئيس هددته بإبلاغ والدها فاختفى تماماً حتى كلف السادات مسؤولاً في الحرس الجمهوري يدعى عبده الدمرداش بإحضار العريس النصاب وأرغمه على تطليق ابنته
أما جمال الابن الوحيد للسادات فقد أحب زوجته الأولى دينا عرفان وهو في سن الخامسة عشرة.. وكان قد التقاها في مدرسة الجزيرة الإعدادية وظل لمدة خمس سنوات يلح حتى أقنع والدته الرافضة بضرورة زواجه. وكان السادات يتطلع ليفرح بجمال فرحة العمر كما كان يسميه.. وبالرغم من همومه السياسية وانشغاله فقد قطع مباحثاته في كامب ديفيد ليحضر الزفاف الذي تم في سبتمبر أيلول عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين وانتهى بالطلاق وابنتين
ظل جمال حزيناَ للفراق عن حبيبة عمره حتى قابل رانيا شعلان ابنة الدكتور محمد شعلان أستاذ الطب النفسي وابن إحدى أكبر عائلات الشرقية في الثالث عشر من أكتوبر تشرين أول عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين. كانت رانيا التي فازت بالجائرة الثانية في مسابقة مهرجان "فستيا" بنادي الجزيرة للأغنيات الأجنبية في رحلة للغردقة حيث سافرت مع أصدقائها على الطائرة الخاصة لعبد الحكيم عبد الناصر - أصغر أبناء الرئيس عبد الناصر وأكثرهم انشغالاً بالبيزنس- واستقرت في يخته المجاور ليخت جمال السادات وهناك تعارفا وظلا يتحدثان سوياً حتى الرابعة فجراً. وفي العودة عادت مع جمال السادات في طائرته الخاصة وليس مع أصدقائها على طائرة عبد الحكي
أحبت رانيا شعلان جمال السادات بشدة..لكن زواجهما لم يصمد أكثر من ثمانية أشهر..حيث كان الحب في الغردقة والزواج في غرفة السادات..ووقع الطلاق في مستشفى خاص للأمراض النفسية العصبية في عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين
في المرتين السابقتين اختار جمال عروسه بقلبه لكن في المرة الثالثة اختارت له أمه جيهان السادات بعقلها.. وكان ذلك في يوليو تموز عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين.. حيث تزوج الابن الوحيد للرئيس السابق من طليقة أكرم النقيب ابن الملكة السابقة ناريمان. زوجته الحالية هي المهندسة شيرين فؤاد مهندسة ..وهي ابنة فؤاد زين الدين الأستاذ المعروف في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية ومن عائلة سكندرية شهيرة.. ارتدى جمال في فرحه الأخير بدلة سموكن زرقاء وارتدت شيرين فستان سواريه روز.. فيما ارتدت والدته جيهان السادات فستاناً أسود وتكشف الدكتورة سامية سعيد امام في دراستها القيمة وجود شبكة واسعة من علاقات المصاهرة والنسب وعلاقات الدم بين مجموعة كبيرة من العائلات المصرية التي استحوذت علي السلطة والنفوذ والثروة معا في آن واحد.. ومن هذه الشبكة عثمان أحمد عثمان وسيد مرعي وأنور السادات ومصطفى كامل السعيد وعائلة شلبي وأحمد يوسف الجندي وعائلة لهيطة وحسن عباس زكي وعائلة حسبو وعبدالمنعم الصاوي وحسب الله وعبدالمقصود وعرفة والقواس وعجرمة
أما المهندس سيد مرعي فقد أصبح من أشهر السياسيين والدبلوماسيين... كثمرة لارتباط المصاهرة والزواج من أربع عائلات من جملة ثلاثة عشر هم أعضاء مجلس قيادة الثورة.. فقد كانت هناك روابط مصاهرة بين عائلتي مرعي ومحيي الدين... إذ كان "إبراهيم ابن فاطمة وهي كبرى بنات حسنين مرعي متزوجة من ابنة عمر زكريا محيي الدين وتزوج جمال شقيق إبراهيم مرعي من سامية محيي الدين شقيقة زكريا وتزوجت مها شقيقة ابراهيم وجمال مرعي من سيد محيي الدين شقيق زوجة إبراهيم مرعي".. وهذا النموذج من التشابك العائلي عن طريق المصاهرة كان أحد أسباب تعيين سيد مرعي وزيراً للزراعة عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين
بل إن عائلة مشهور مثلاً التي ارتبطت مع أسرة مرعي بروابط المصاهرة استفادت هي الأخرى من هذه الروابط العائلية.. وقد كان لمشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس الأسبق نفوذ كبير في عهد السادات.. واستفاد سيد مرعي من علاقات المصاهرة العائلية بين عائلته وعائلات خالد وزكريا محيي الدين كما حرصت العائلة علي المصاهرة من عائلة علي صبري وعائلة وجيه أباظة أحد الضباط الأحرار وكذلك بعائلة كمال الدين حسين وفي مطلع الستينيات تزوج محمد نصير وهو من عائلة مرعي من ابنة عبد اللطيف البغدادي.. وتوج سيد مرعي هذه الشبكة من العلاقات العائلية عن طريق المصاهرة بزواج ابنه البكر حسين من نهى ابنة الرئيس السادات من جيهان
وبالنسبة لعائلة عبدالغفار التي تقيم في تلا بمحافظة المنوفية -وهي أسرة رفع ذكرها في المنوفية أحمد باشا عبدالغفار بتحديه للقصر الملكيِ- فقد تزوج رجل الأعمال عبد الخالق -نجل ثروت عبدالغفار- من لبنى كبرى بنات أنور السادات من جيهان... وكانت نفيسة عبدالغفار وهي من سيدات الأسرة سبباً في هذه الزيجة حيث كانت تشغل منصب رئيس مكتب جيهان السادات ورشحت لها العريس وحدث القبول فكان الزواج. وكانت لبنى قد خطبت قبل ذلك لضابط في الحرس الجمهوري أسمه أحمد المسيري..وفسخت الخطبة ثم تزوجت من عبد الخالق سليل العائلة الكبيرة
وتزوجت علية حسنين عبدالغفار من السفير محمود مبارك ابن عم الرئيس حسني مبارك وشغل الأول منصب سفير مصر في ألمانيا كما تزوجت ابنة عبدالخالق ثروت باشا من شمس الدين باشا عبدالغفار الذي كان محافظاً لأسيوط والجيزة...وهذاالتزاوج بين المال والسلطة لم يتوقف ابدا لا في القديم ولافي الحديث فنجد الراحل د. عزيز صدقي رئيس وزراء مصر سابقاً صاهر عائلة الخراساني تجار المجوهرات، حيث تزوجت ابنته من الجواهرجي شريف خراساني وهو من تجار خان الخليلي المعروفين.
أما د. عبد القادر حاتم وزير الإعلام سابقاً فقد ناسب رجل الأعمال نجيب المليجي الذي يمتلك فندقاً في العاصمة البريطانية، إذ تزوج ابن الوزير السابق من ابنة رجل الأعمال الكبير.
أما ابنة د. حاتم فقد تزوجت من طارق صاحب شركة "إخناتون" للسياحة، أما ابنته الثالثة فقد تزوجت من مدير أحد البنوك الكبرى.
كما ان ابنة د. منصور حسن وزير الثقافة سابقاً ورجل الأعمال في وقتٍ لاحق بعد أن امتلك شركة لمستحضرات التجميل، تزوجت من أحد أفراد عائلة منصور الشهيرة بتصنيع وتجارة السيارات، ومن بينهم يبرز اسم محمد لطفي منصور وزير النقل في حكومة نظيف، الذي كان يشغل قبل المنصب الوزاري موقع رئيس مجلس إدارة شركة "منصور شيفروليه".
ويرتبط وزير النقل السابق محمد منصور بصلة قرابة لأحمد المغربي وزير الإسكان، فمنصور هو ابن خالة أحمد المغربي وهناك استثمارات هائلة بين مجموعتي المغربي و منصور وصلت إلى حد ما يسمى بتحالف "منصور المغربي"، وقد عاش الاثنان طفولتهما معاً في الولايات المتحدة.
وشركة منصور المغربي تعمل في مجال الاستثمارات المتنوعة برأسمال مدفوع 200 مليون جنيه وهي جزءٌ من تحالف منصور المغربي الذي يضم أيضًا شركات في مجال الاستثمار السياحي في فنادق شهيرة مثل "نوفتيل" و"أكور" وغيرهما، وشاركوا أيضًا مع رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفي في فندق "سان استيفانو" بالإسكندرية، علاوة على شركة "فليمنج منصور" للاستثمار في مجال الأوراق المالية وأسواق المال.
زهير جرانة وزير السياحة في حكومة د. نظيف هو أيضًا عضو في غرفة التجارة الأمريكية – مثل منصور والمغربي، وشركته لها ارتباطات بيزنس مع مجموعة المغربي.
أما حاتم الجبلي وزير الصحة في تلك الحكومة فهو رئيس "مستشفى الفؤاد" بمدينة 6 أكتوبر، وهو ابن الدكتور الراحل مصطفى الجبلي آخر وزير زراعة قبل يوسف والي، وأخوه هو شريف الجبلي عضو الغرفة الأميركية وصاحب أكبر شركات السماد الخاصة "آجري بيزنس".
كما ان ابنة د. محمود شريف وزير الحكم المحلي سابقاً تزوجت من ابنة عفت السادات شقيق الرئيس المصري الراحل. أما د. صلاح حسب الله وزير التعمير سابقاً، فقد تزوجت ابنته من الممثل أشرف عبد الباقي. ود. حسب الله هو شقيق الكبير عبد المنعم حسب الله وهما أولاد شقيقة "المعلم" عثمان أحمد عثمان.
وترتبط عائلة عثمان بعلاقات مصاهرة مع عائلتي البيك والزملوط بالإسماعيلية، إضافة إلى عائلة السادات.
د. محمد ماهر أباظة وزير كهرباء مصر لنحو عقدين من الزمان، تزوجت ابنته من صاحب توكيل شركة "بافاريا مصر".
وتزوج د. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة من ليا نادلر وهي ابنة صاحب مصانع حلويات "نادلر"، وهي زيجته الثانية حيث تزوج قبلها من إحدى زميلاته عندما كان يدرس لنيل شهادة الدكتوراه في باريس.
اتصور انه من السهل الان الاجابة علي السؤال...من يملك مصر؟
وفضوها سيرة
اتجه مجدي راسخ إلى الاستثمار في الغاز وأسس الشركة الوطنية للغاز (ش.م.م) في عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين عقب صدور قانون الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة رقم تسعمئة وواحد وستين لسنة ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين. وتعمل الشركة في مجال نقل وتوزيع الغاز الطبيعي من مناطق الإنتاج إلى العملاء بالمنازل والعملاء في مجال التجارة والصناعة. وهو من أبرز المساهمين في الشبكة الثالثة للمحمول في مصر..كما أنه وكيل شركة "كاتيك" الصينية التي تصنع الجرارات وتعمل في مجال السكك الحديدية
وها هو جمال مبارك ابنالخامسة والأربعين تزوج خديجة ابنة الرابعة والعشرين.. وهي ابنة المقاول المعروف محمود يحيي الجمال الذي ينتمي إلى أسرة الجمال الدمياطية العريقة وتتمتع أسرته بشهرة واسعة.. والدته من عائلة الطاهري وهي أسرة كبيرة.. يملك شركة استيراد وتصدير وشركة "جلالة" للتنمية السياحية ومتخصص في إنشاء القرى السياحية وله قرية العين التي أنشئت على أربعمئة وخمسين فداناً في العين السخنة وبواجهة كيلو متر على البحربدأ الجمال حياته بتكوين شركة مقاولات "دجلة" وهي شركة مقاولات مختلفة عن شركة دجلة الي يمتلكها رجل الأعمال في الحزب الوطني وعضو مجلس الشعب محمد مرشدي. شركة دجلة الجمال تولت بناء مجموعة من الأبراج في الزمالك والدقي والمهندسين. بعد ذلك أسس الجمال أيضاً شركة "صن سيت" التي يتركز نشاطها على بناء الفيللات والقصور الفاخرة والفخمة على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وشارك فيها رجل الأعمال السعودي المعروف عبدالرحمن الشربتلي
أعضاء النادي الحصري للأثرياء المصريين البالغين أربعة ملايين الذين يستطيعون السماح لأنفسهم بالعيش من دون حساب.. تعلموا كيف يعتمدون على عمال يحيى الجمال حتى يشيدوا لهم القصور الحالمة
ويمتد نشاط شكة الجمال إلى السياحة العقارية.. حيث شيدت قرية هاسيندا على الساحل الشمالي بعد الإسكندرية التي يوجد فيها مطعم أندريا الشهير الذي يمثل ملتقى لأولاد الذوات من رواد الساحل الشمالي وعلى رأسهم جمال وعلاء مبارك
وبعيداً عما يجمع بين جمال وخديجة- الاثنان درسا في الجامعة الأمريكية..طبعاً جمال تخرج فيها خلال عقد الثمانينيات الذي شهد مولد خديجة- فإن هذه الزيجة.. تبرز إلى أي حد ترتبط السلطة بالمال في مصر
وإذا كان نجل الرئيس المصري حسني مبارك قرر الزواج من ابنة مقاول تولت شركته تنفيذ وإنشاء العديد من المدن والقرى السياحية.. فإنه ليس الأول..فقد تزوجت جيهان "الثانية" ابنة الرئيس المصري الراحل السادات من المقاول محمود عثمان..برغبة من السادات الذي أراد أن يكون صديقه "المعلم" عثمان أحمد عثمان صهراً له
والشاهد أن السلطة في مصر حريصة على الارتباط بالبيزنس.. في حين يرى رجال الأعمال أنهم عقدوا قرانهم على الحكومة ..وعندما أراد عمرو موسى -أيام كان وزيراً لخارجية مصر- تزويج ابنته الوحيدة هانيا.. لم يجد لها زوجاً أفضل من أحمد أشرف مروان. وفضلاً عن كونه حفيد جمال عبد الناصر - من جهة أمه منى- فهو رجل أعمال.. وشقيقه جمال هو مالك قناة ميلودي الغنائية..غير أن الزيجة انتهت على أي حال بالطلاق
وبما أننا نتكلم عن زيجات أبناء وبنات الرؤساء في مصر فدعونا نتذكر أن الرئيس عبد الناصر وافق على أول عريس طرق بابه للزواج من ابنته الكبرى.. وكانت هدى قد ارتبطت بزميلها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حاتم صادق وفاتحت والدها الصعيدي المحافظ وتم الزواج في عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين. وكان حاتم قد اختار فيلا صغيرة بجوار الميريلاند للزوجية وعملاً سوياً (هدى وحاتم) في جريدة "الأهرام" وأسس حاتم صادق مركز الدراسات السياسة والاستراتيجية وخرج منه مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في نهاية عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين..ليعمل رئيساً لفرع البنك العربي المحدود في القاهرة- ثم أصبح عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الكبرى- وتحصل هدى على الدكتوراه في العلوم السياسية
ولم تختلف حكاية منى عبد الناصر كثيراً عن حكاية زواج شقيقتها هدى..فقد تزوجت في الرابع عشر من أكتوبر تشرين أول عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين من الملازم كيماوي أشرف مروان نجل أبو الوفا مروان مدير إدارة التعيينات في الحرس الجمهوري
عقب الزواج انتدب أشرف للعمل في رئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس .. وفي عهد الرئيس السادات اختير رئيساً لمكتب المعلومات برئاسة الجمهورية ثم تولى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع وخرج منها بعد شائعات كثيرة طالت ذمته المالية وهو ما قاله السادات لمنى حين ذهبت تسأله عن سبب تغيير زوجها وإقالتهومع أن عبد الناصر أنجب ابنتين وثلاثة أولاد فإن العمر لم يسعفه لحضور زواج أولاده الذكور الذين تزوجوا بصورة تقليدية. وقد تزوج خالد الأكثر ارتباطاً بوالده من داليا وهي ابنة سمير فهمى رجل الاقتصاد والخبير البترولي البارز ولاعب مصر الدولي في كرة اليد..وخالد عبد الناصر- أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة- كان لاعباً في فريق نادي هليوبوليس لكرة اليد .. أما داليا فهي خريجة الألسن لغة إنجليزية..وأنجب منها جمال وتحية التي تخرجت في الجامعة الأمريكية في عام ألفين واث
تزوج عبد الحكيم - ثالث أبناء عبد الناصر وثالث الذكور- من عائلة قطري الشهيرة. وقد تخرج عبد الحكيم في قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان. وبدأت علاقته بالأعمال عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين من خلال شركة "مودرن كونتر أكنوزر للمقاولات" التي أسسها مع شقيقه عبد الحميد وشاركهما بعد فترة الشقيق الأكبر خالد
بدأت الشركة نشاطها في مجال المقاولات والديكور برأسمال عشرين ألف جنيه عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين. وفي العام التالي انضم إليهم شركاء جدد هم محمد عبد الحميد وعمرو حسين شعبان وتم رفع رأسمال الشركة إلى أربعة وثلاثين ألفا ثم إلى مئة وخمسين ألفاً..لكن في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين وصل رأسمال الشركة إلى مليون جنيه..، يمتلك منه الأشقاء خمسة وثمانين بالمئة..على أنه يبدو أن نجاح الشركة وتضخم رأسمالها كان سبباً مباشراً في انهيارها ففي عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين وقعت خلافات حادة بينهم وطالب عمرو حسين بفرض حراسة على الشركة.. وبالفعل قررت المحكمة تعيين أولاد عبد الناصر حراساً عليها
وفي العام نفسه شارك عبد الحكيم في شركة "كلوزال" للتسويق وتوزيع المنتجات الصناعية.. لكن عشقه للعمل في المال أوقعه في العديد من المشكلات؛ ففي الوقت الذي تقدم فيه بنك القاهرة إلى محكمة جنح مصر الجديدة وأقام أربع قضايا على عبد الحكيم لإصداره أحد عشر شيكا بدون رصيد.. ورطه فيها صديقه الهارب رجل الأعمال حاتم الهواري بمبلغ عشرة ملايين وسبعمئة وخمسين ألفاً.. وهي القضية التي هرب بسببها عبد الحكيم إلى فرنسا ومنها إلى لندن.. حتى عاد بصحبة أحد الرؤساء العرب ليعلن أنه على استعداد لسداد ديونه
في التوقيت نفسه استطاع عبد الحكيم التصالح في قضية شيكات أخرى كانت مع نجل الفنان نظيم شعراوي وبعض التجار
عبد الحميد الرابع بين أبناء عبد الناصر وثاني الذكور .. تخرج في الكلية البحرية وتزوج من إيمان محي الدين الخرادلي ابنة الدكتور محي الدين الخرادلي مدير معهد السرطان في ذلك الحين. بعد وفاة والده التحق بالسلك الدبلوماسي عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين.. حيث عمل في السفارة المصرية بلندن فترة بسيطة..ثم انتقل إلي العمل في مكتب الهيئة العربية للتصنيع في بريطانيا.. وبقي فيها حتي عاد مرة أخرى إلي القاهرة ليتفرغ نهائيا للعمل في دنيا الأعمال مع شقيقة عبد الحكيم في إدارة الشركة التي كوناها
فقط للتاريخ نقول إن ظروف الإقامة الجبرية حرمت أول رئيس لمصر بعد ثورة يوليو محمد نجيب من اختيار عروس لوالديه.. فابنه فاروق (مات مؤخراً بالقلب) تزوج دون أن يحضر والده من ابنة البقال المجاور لهما وهو رجل ارتضى أن يزوج ابنته لشاب فاشل دراسياً وليست لديه مهنة أو صنعة يأكل بها عيش وكان والده الرئيس حبيساً في قصر زينب الوكيل بالمرج. أما علي الابن الثاني لمحمد نجيب فلم يكن حظه أحسن من أخيه رغم تفوقه الدراسي.. فقد قتل أثناء دراسته في ألمانيا وقيل وقتها إن الموساد قتله..وسرت شائعات غير مؤكدة حول دور المخابرات المصرية في مقتل ابن الرئيس
أبناء الرئيس السادات (أنجب السادات سبعة أبناء..ست بنات وولد وحيد هو جمال السادات) لم يختلف حظهم كثيراً عن حظ أبناء الرئيس نجيب في الزواج.. خاصة بناته من زوجته الأولى إقبال ماضي. ففي حين زوّج السادات بناته من جيهان لأبناء نجوم المجتمع والسياسة في عهده تزوجت بناته من إقبال زيجات انتهت كلها بالفشل وتراوحت بين نصاب سوري ومغامر سكندر
كان أول زواج في بيت السادات غريباً ومفاجئاً حيث جرى استخراج شهادة تسنين للابنة الصغرى"كاميليا التي تزوجت في ليلة واحدة مع أختها الكبرى راوية وذلك في حضور رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر ووزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر..وقد فشلت الزيجتان وسرعان ما طلقت الشقيقتان من زوجهما في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين
وسرعان ما تعرفت كاميليا على رجل أعمال سوري يدعي نادر بايزيد وأرادت الزواج منه. ولم يعترض السادات الذى رأى في الزواج فرصة لإراحة البال والدماغ من هم البنات وزوّجها له. وعلى الفور أسس السورى نادر بايزيد شركة مقاولات وحصل على مشروعات كبيرة ومناقصات كبرى من الدول باسم مصاهرة الرئيس..وجمع مبالغ كبيرة من الناس ثم بدأ يماطل في السداد وفي تسلم الشقق.. ولما علم السادات طلق ابنته منه وطرده من القاهرة نهائياً
نادر لم يكن الانتهازي الوحيد الذي وجد في مصاهرة السادات فرصة للثراء..فقد كانت راوية الابنة الوسطى من الزوجة الأولى التي طُلقت كذلك كانت على موعد مع مغامر سكندري تقدم نهاية عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين لخطة ابنة الرئيس. وافق السادات.. وسافر الزوجان إلى روما لقضاء فترة شهر العسل. وعند العودة اكتشفت راوية أن الزوج لا يملك شقة للسكن (السادات حل تلك الأزمة) ولأنه مجرد مغامر طموح فقد بدأ يستغل اسم الرئيس السادات في مناقصات وحصل على مشروعات كبيرة من الدولة..واستغل اسم الرئيس الذي لمع اسمه في أوروبا بعد حرب أكتوبر. ولما علمت ابنة الرئيس هددته بإبلاغ والدها فاختفى تماماً حتى كلف السادات مسؤولاً في الحرس الجمهوري يدعى عبده الدمرداش بإحضار العريس النصاب وأرغمه على تطليق ابنته
أما جمال الابن الوحيد للسادات فقد أحب زوجته الأولى دينا عرفان وهو في سن الخامسة عشرة.. وكان قد التقاها في مدرسة الجزيرة الإعدادية وظل لمدة خمس سنوات يلح حتى أقنع والدته الرافضة بضرورة زواجه. وكان السادات يتطلع ليفرح بجمال فرحة العمر كما كان يسميه.. وبالرغم من همومه السياسية وانشغاله فقد قطع مباحثاته في كامب ديفيد ليحضر الزفاف الذي تم في سبتمبر أيلول عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين وانتهى بالطلاق وابنتين
ظل جمال حزيناَ للفراق عن حبيبة عمره حتى قابل رانيا شعلان ابنة الدكتور محمد شعلان أستاذ الطب النفسي وابن إحدى أكبر عائلات الشرقية في الثالث عشر من أكتوبر تشرين أول عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين. كانت رانيا التي فازت بالجائرة الثانية في مسابقة مهرجان "فستيا" بنادي الجزيرة للأغنيات الأجنبية في رحلة للغردقة حيث سافرت مع أصدقائها على الطائرة الخاصة لعبد الحكيم عبد الناصر - أصغر أبناء الرئيس عبد الناصر وأكثرهم انشغالاً بالبيزنس- واستقرت في يخته المجاور ليخت جمال السادات وهناك تعارفا وظلا يتحدثان سوياً حتى الرابعة فجراً. وفي العودة عادت مع جمال السادات في طائرته الخاصة وليس مع أصدقائها على طائرة عبد الحكي
أحبت رانيا شعلان جمال السادات بشدة..لكن زواجهما لم يصمد أكثر من ثمانية أشهر..حيث كان الحب في الغردقة والزواج في غرفة السادات..ووقع الطلاق في مستشفى خاص للأمراض النفسية العصبية في عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين
في المرتين السابقتين اختار جمال عروسه بقلبه لكن في المرة الثالثة اختارت له أمه جيهان السادات بعقلها.. وكان ذلك في يوليو تموز عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين.. حيث تزوج الابن الوحيد للرئيس السابق من طليقة أكرم النقيب ابن الملكة السابقة ناريمان. زوجته الحالية هي المهندسة شيرين فؤاد مهندسة ..وهي ابنة فؤاد زين الدين الأستاذ المعروف في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية ومن عائلة سكندرية شهيرة.. ارتدى جمال في فرحه الأخير بدلة سموكن زرقاء وارتدت شيرين فستان سواريه روز.. فيما ارتدت والدته جيهان السادات فستاناً أسود وتكشف الدكتورة سامية سعيد امام في دراستها القيمة وجود شبكة واسعة من علاقات المصاهرة والنسب وعلاقات الدم بين مجموعة كبيرة من العائلات المصرية التي استحوذت علي السلطة والنفوذ والثروة معا في آن واحد.. ومن هذه الشبكة عثمان أحمد عثمان وسيد مرعي وأنور السادات ومصطفى كامل السعيد وعائلة شلبي وأحمد يوسف الجندي وعائلة لهيطة وحسن عباس زكي وعائلة حسبو وعبدالمنعم الصاوي وحسب الله وعبدالمقصود وعرفة والقواس وعجرمة
أما المهندس سيد مرعي فقد أصبح من أشهر السياسيين والدبلوماسيين... كثمرة لارتباط المصاهرة والزواج من أربع عائلات من جملة ثلاثة عشر هم أعضاء مجلس قيادة الثورة.. فقد كانت هناك روابط مصاهرة بين عائلتي مرعي ومحيي الدين... إذ كان "إبراهيم ابن فاطمة وهي كبرى بنات حسنين مرعي متزوجة من ابنة عمر زكريا محيي الدين وتزوج جمال شقيق إبراهيم مرعي من سامية محيي الدين شقيقة زكريا وتزوجت مها شقيقة ابراهيم وجمال مرعي من سيد محيي الدين شقيق زوجة إبراهيم مرعي".. وهذا النموذج من التشابك العائلي عن طريق المصاهرة كان أحد أسباب تعيين سيد مرعي وزيراً للزراعة عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين
بل إن عائلة مشهور مثلاً التي ارتبطت مع أسرة مرعي بروابط المصاهرة استفادت هي الأخرى من هذه الروابط العائلية.. وقد كان لمشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس الأسبق نفوذ كبير في عهد السادات.. واستفاد سيد مرعي من علاقات المصاهرة العائلية بين عائلته وعائلات خالد وزكريا محيي الدين كما حرصت العائلة علي المصاهرة من عائلة علي صبري وعائلة وجيه أباظة أحد الضباط الأحرار وكذلك بعائلة كمال الدين حسين وفي مطلع الستينيات تزوج محمد نصير وهو من عائلة مرعي من ابنة عبد اللطيف البغدادي.. وتوج سيد مرعي هذه الشبكة من العلاقات العائلية عن طريق المصاهرة بزواج ابنه البكر حسين من نهى ابنة الرئيس السادات من جيهان
وبالنسبة لعائلة عبدالغفار التي تقيم في تلا بمحافظة المنوفية -وهي أسرة رفع ذكرها في المنوفية أحمد باشا عبدالغفار بتحديه للقصر الملكيِ- فقد تزوج رجل الأعمال عبد الخالق -نجل ثروت عبدالغفار- من لبنى كبرى بنات أنور السادات من جيهان... وكانت نفيسة عبدالغفار وهي من سيدات الأسرة سبباً في هذه الزيجة حيث كانت تشغل منصب رئيس مكتب جيهان السادات ورشحت لها العريس وحدث القبول فكان الزواج. وكانت لبنى قد خطبت قبل ذلك لضابط في الحرس الجمهوري أسمه أحمد المسيري..وفسخت الخطبة ثم تزوجت من عبد الخالق سليل العائلة الكبيرة
وتزوجت علية حسنين عبدالغفار من السفير محمود مبارك ابن عم الرئيس حسني مبارك وشغل الأول منصب سفير مصر في ألمانيا كما تزوجت ابنة عبدالخالق ثروت باشا من شمس الدين باشا عبدالغفار الذي كان محافظاً لأسيوط والجيزة...وهذاالتزاوج بين المال والسلطة لم يتوقف ابدا لا في القديم ولافي الحديث فنجد الراحل د. عزيز صدقي رئيس وزراء مصر سابقاً صاهر عائلة الخراساني تجار المجوهرات، حيث تزوجت ابنته من الجواهرجي شريف خراساني وهو من تجار خان الخليلي المعروفين.
أما د. عبد القادر حاتم وزير الإعلام سابقاً فقد ناسب رجل الأعمال نجيب المليجي الذي يمتلك فندقاً في العاصمة البريطانية، إذ تزوج ابن الوزير السابق من ابنة رجل الأعمال الكبير.
أما ابنة د. حاتم فقد تزوجت من طارق صاحب شركة "إخناتون" للسياحة، أما ابنته الثالثة فقد تزوجت من مدير أحد البنوك الكبرى.
كما ان ابنة د. منصور حسن وزير الثقافة سابقاً ورجل الأعمال في وقتٍ لاحق بعد أن امتلك شركة لمستحضرات التجميل، تزوجت من أحد أفراد عائلة منصور الشهيرة بتصنيع وتجارة السيارات، ومن بينهم يبرز اسم محمد لطفي منصور وزير النقل في حكومة نظيف، الذي كان يشغل قبل المنصب الوزاري موقع رئيس مجلس إدارة شركة "منصور شيفروليه".
ويرتبط وزير النقل السابق محمد منصور بصلة قرابة لأحمد المغربي وزير الإسكان، فمنصور هو ابن خالة أحمد المغربي وهناك استثمارات هائلة بين مجموعتي المغربي و منصور وصلت إلى حد ما يسمى بتحالف "منصور المغربي"، وقد عاش الاثنان طفولتهما معاً في الولايات المتحدة.
وشركة منصور المغربي تعمل في مجال الاستثمارات المتنوعة برأسمال مدفوع 200 مليون جنيه وهي جزءٌ من تحالف منصور المغربي الذي يضم أيضًا شركات في مجال الاستثمار السياحي في فنادق شهيرة مثل "نوفتيل" و"أكور" وغيرهما، وشاركوا أيضًا مع رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفي في فندق "سان استيفانو" بالإسكندرية، علاوة على شركة "فليمنج منصور" للاستثمار في مجال الأوراق المالية وأسواق المال.
زهير جرانة وزير السياحة في حكومة د. نظيف هو أيضًا عضو في غرفة التجارة الأمريكية – مثل منصور والمغربي، وشركته لها ارتباطات بيزنس مع مجموعة المغربي.
أما حاتم الجبلي وزير الصحة في تلك الحكومة فهو رئيس "مستشفى الفؤاد" بمدينة 6 أكتوبر، وهو ابن الدكتور الراحل مصطفى الجبلي آخر وزير زراعة قبل يوسف والي، وأخوه هو شريف الجبلي عضو الغرفة الأميركية وصاحب أكبر شركات السماد الخاصة "آجري بيزنس".
كما ان ابنة د. محمود شريف وزير الحكم المحلي سابقاً تزوجت من ابنة عفت السادات شقيق الرئيس المصري الراحل. أما د. صلاح حسب الله وزير التعمير سابقاً، فقد تزوجت ابنته من الممثل أشرف عبد الباقي. ود. حسب الله هو شقيق الكبير عبد المنعم حسب الله وهما أولاد شقيقة "المعلم" عثمان أحمد عثمان.
وترتبط عائلة عثمان بعلاقات مصاهرة مع عائلتي البيك والزملوط بالإسماعيلية، إضافة إلى عائلة السادات.
د. محمد ماهر أباظة وزير كهرباء مصر لنحو عقدين من الزمان، تزوجت ابنته من صاحب توكيل شركة "بافاريا مصر".
وتزوج د. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة من ليا نادلر وهي ابنة صاحب مصانع حلويات "نادلر"، وهي زيجته الثانية حيث تزوج قبلها من إحدى زميلاته عندما كان يدرس لنيل شهادة الدكتوراه في باريس.
اتصور انه من السهل الان الاجابة علي السؤال...من يملك مصر؟
وفضوها سيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق