السبت، 18 ديسمبر 2010

تراث العبيد في حكم مصر

عندما نقول ان الحكم المملوكي لم ينتهي في مصر بدخول العثمانيين مصر عام 1517 وإنما امتد التراث المملوكي الي عصرنا هذا وقد هيمن فكر الرقيق الأبيض علي العقل المصري في جميع مناحي الحياة وعندما نتحدث عن بداية حكم العبيد لمصر فنحن لا نتحدث عن التاريخ المعروف لبداية الدولة المملوكية عام 1250 ميلادي ولكن نعود الي قبل ذلك عندما تملك احمد بن طولون حكم مصر عام 868 ميلادي و254 هجري واستطاع ان وأسس دولتة المستقلة عن الخلافة العباسية وكان احمد بن طولون عبدا للخليفة العباسي المعتز بن المتوكل وهكذا صار احمد بن طولون احد الرقيق الأبيض حاكما مستقلا لمصر وورث أبنائه من بعده ثم بعد ذلك انتهت الدولة الطولونية وجاءت من بعدها الدولة الاخشيدية وكانت ايضا دول حكم العبيد  إلي ان تأسست دولة العبيد ألكبري في مصر عام 1250 علي يد سيف الدين قطز والتي استمرت حتي الغزو العثماني 1517  ميلادي وهنا انتهت دولة المماليك العبيد (كحكام رسميين لمصر )ألا ان التراث المملوكي في الإدارة والفكر والسيطرة الفعلية علي طبيعة وطريقة الحياة في مصر حيث ظل المذهب المملوكي (العبيد هو المهيمن علي المصريين حتي بعد مجي محمد علي وتوجيهه ضربة قوية للمماليك إلا أنهم استمروا هم الفاعلين والمشكلين لطرق التفكير والإدارة والحكم في مصر بالرغم من عدم تواجد دولتهم وظلت مصر تحكم وتدار وترسم العلاقات بين أبناء شعبها وفقا للمذهب المملوكي(نظرية حكم العبيد)حتي أيامنا هذة رغم محاولة توجيه ضربة لهذة النظرية ابان حكم الرئيس جمال عبد الناصر بعض الشئ إلا إن نظرية حكم المماليك عادت بقوة في عصري الرئيسين السادات ومبارك ونستطيع ان نلحظ بمجرد النظر من حولنا في هذا العصر الذي نعيشه أخلاق وممارسات هي التي تهيمن علي واقعنا السياسي والاجتماعي والإداري والاقتصادي والسلوكي وكل شى من حولنا تفوح منه رائحة أخلاق العبيد علي النحو الذي سوف نبينه لاحقا
ان حكم العبيد لمصر بدا فعليا كما قلنا منذ حوالي ألف ومائتي عام ولكن وبالرغم من فقدان العبيد العرش منذ حوالي مائتي عام فقط أي من تاريخ حكم محمد علي (علي اعتبار ان العثمانيين كانوا يستعينوا بالمماليك في حكم مصر باعتبارهم الأكثر خبرة ومعرفة بالواقع المصري) إلا إن هذا العبد (الرقيق الأبيض) استطاع ان يكون هو الحاكم الفعلي رغم فقدانه عرش مصر من الناحية الرسمية فقد ظل هو _بالضرورة_العمدة وشيخ البلد ومدير المديرية ومحافظ المحافظة ورجل الشرطة والموظف العام والوزير....الخ وكان هو الأقدر دائما للترقي والوصول للمناصب العليا بما له من قدرات مملوكية فائقة وبذلك يكون هو الحاكم الفعلي حقا وصدقا ولتجدي معه أي محاولات تغيير او إصلاح فلو صدرت فرمانات سلطان او قرارات حاكم فتنه ينفذها بالطريقة التي تروق له وبما لديه من حيل مملوكية ويمكن بكل سهولة تفريغ هذه القرارات من مضمونها وقد توارث أبناء الشعب المصري (المماليك منهم)هذه الخبرة وهذا التراث المملوكي جيل بعد جيل وظل أحفاد العبد الأبيض هم وحدهم القادرين علي تولي المناصب النافذة التي تنطوي علي سيادة ونفوذ وتحكم ونحن هنا ليست لدينا نظرة عنصرية تجاه العبيد المماليك حيث إننا نعترف ان لديهم قدرات وخبرات فائقة في الحكم والإدارة ولكن المؤسف ان معظم هذه القدرات والخبرات هي سبب تخلفنا الذي نحن عليه وهذا ينضح من خلال استعراض الطريقة الي استخدمت في تربية المماليك والتي أثرت في تكوين العقل المملوكي الذي نعاني منه حتي ألان
فحكام المماليك (العبيد) كانوا يستعينون بعبيد أمثالهم لمعاونتهم في الحكم  ....يتم اولا شراء العبيد الذين يكون منهم جهاز امن الحاكم(العبد أصلا) حيث انه لايمكنه الثقة إلا في عبد مثله وكذلك تكوين جهاز إداري يسير امور البلاد وتكون من هولاء أيضا الجيش وجباة الضرائب .وكان الحاكم المملوك امامه طريقتين لإيجاد هولاء الرجال (العبيد)فاما ان يشتريهم صغارا ويربيهم بمعرفته وينشئوا علي طاعته ويكونون طوع امره وفي هذه الحالة يسمي المملوك(ترابي) والطريقة الثانية هي شراء هولاء الرجال وهم كبار اذا ما كان ليس لديه وقت للتربية وهذا المملوك يسمي (مجلوب) وهذا يكون اقل ولاء وطاعة وفي جميع الأحوال ليس للعبد المملوك طريق او وسيلة للحفاظ علي وظيفتة او منصبه سوي التقرب والتملق لسيده الذي أوجده في هذا المكان .........ومع ذلك فان الحاكم (المملوك أصلا) لايامن مطلقا لمماليكه فانه دائما يقوم بالوقيعة بين مجموعات المماليك التابعة له خاصة اذا كانوا (مجاليب) وليسوا (ترابيين) وهذا السلك (الوقيعة) يصبح مسلك عام ينتقل من اعلي السلطة الي ادني مستوي لها ويستخدمه كل رئيس مع مرؤوسيه ونتج عن تبلور مفاهيم موجودة معنا حتي ألان مثل (المهموز) و(الدبوس) و(الزنب) وقد استخدم احد رؤساء مصر هذا الفظ عندما تحدث عن زملائه فقال انهم بيزنبوكوني _
واصبح هذا المسلك هو السائد عند الموظف العام (الممثل الرسمي للمماليك )وأصبحت الترقية والمكافآت ليست دليلا علي كفاءة ولكن تعبيرا عن القدرة في التدبيس والزنبقة .وتكون المهمة الاولي للمملوك الذي يرقي ويصبح مديرا هي الانتقام من زملائه (المماليك) والتنكيل بهم علي ان يكون هو ا(الأوحد) الذي لا معقب عليه.الي جانب ان هذا المملوك المدير يحرص علي أحاطته بمجموعة من المماليك (بنوعه)_ومن هنا تظهر أهمية كلمة بتاع فلان في التراث الشعبي المصري_يكونوا هم حاشيته وبطانته المقربين يضمن ولاءهم ولابد للمدير الجديد ان يكون له (بتوع) غير (بتوع) المدير السابق. ومن هنا ينضح سبب عدم سيادة قوة القانون في المجتمع المصري لان المجموعات المملوكية(بتوع) كل مدير لأتدين بالولاء للقانون والتنظيمات إنما ولاءها الوحيد لرئيسها في العمل (ولي نعمتها) الي كان سبب في تواجدها في هذه المناصب وكذلك هو الذي يغرقها بالعطايا والهبات لضمان الولاء فيجب إن تكون في هذه الحال مهمة هذه المجموعات المملوكية إرضاء رئيسها حتي ولو كان ذلك بالمخالفة للقانون وطبعا هم لديهم من الخبرات والقدرات المملوكية في الوصول لذلك.وقد بلور المثل الشعبي ذلك المسلك في أحسن تعبير (يخاف ما يختشيش) أي إن المملوك يخاف دائما ممن في يده القوة والبطش المدير او الرئيس)ولا يخشى مخالفة القانون .فالموظف لا يؤدي عمله المنوط به إلا خوفا من معاقبة رئيسه فان امن بطشه او اعتقد ان الرئيس لن يحاسبه لا يقوم بإنجاز العمل المكلف به  وعلي العكس فان المملوك مستعد ومؤهل دائما لتنفيذ أوامر رئيسه حتي ولو كانت مخالفة للقانون فأساس العلاقات المملوكية الخوف _فإما الخوف من رئيسهم او الخوف من المماليك زملائهم_وعليه فان المماليك القدامى تكون قلقة ومرتابة في أي مملوك جديد ينضم أليهم يشاركهم العطايا والمكاسب ولعله يكون خطر عليهم خاصة لو كان لديه بعض الذكاء المملوكي فالمماليك القدامى ينظرون للملوك الجديد كما تنظر الزوجة القديمة للزوجة الجديدة خشية ان تشاركها في حب زوجها وهذ ما يفسر الكراهية بين المصريين بعضهم البعض في بلاد الغربة حيث انك تجدهم يحاربون بعض كالأعداء لأنهم ببساطة تخرجوا من مدرسة المماليك.لكن هذا لا ينفي قيام العلاقات بين المماليك علي اساس النفاق الاجتماعي  حيث إن المماليك يعيشون مع بعضهم بحكم الضرورة فهم مضطرين لهذا النفاق ولكن عندما يتمكن فانه يلدغ كالثعبان. ويحكم العالم المملوكي مبدا (الجدعنة)فجدع هي كلمة مملوكية تعني الحصول علي شى ليس من حقك بالحيلة والدهاء والنفاق والتملق فالذي يحصل علي ترقية بهذا الاسلاوب يكون (جدع)!!
وهكذا فان كثير من المصطلحات المستخدمة في عالمنا الحاضر اصلها مملوكي وتعبر عن التراث المملوكي الذي يضرب بجذوره بعمق فى تركيبتنا المصرية وسوف أتناول تفصيل ذلك  في القريب ان شاء الله......فقط أريد أوضح إن مصر منذ زمن بعيد  تحكم بنظرية العبيد.........وفضوها سيرة.

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

من يملك مصر؟

في الفترة الاخيرة توطدت العلاقة بين البزنس والسلطة في مصر مما عاد بالفقر علي المواطن المصري الذي صار لا يجد قوت يومه في مقابل تضخم ثروات رجال الاعمال الذين اصبحوا يمثلون السلطتين السياسية والتنفيذية فأصبح البزنس هو الحاكم الفعلي لمصر وأصبحت الحكومة تتفنن في سلب الشعب الفقير كل ما يملك بحق احياناً وبغير حق معظم الاحيان ولكن يبقي السؤال الذي يشغل بال الكثيرين وهو لماذا يتمني رجال الاعمال في مصر الجلوس علي مقاعد سياسية؟!! هل السبب هو السعي إلي استغلال صلاحياتهم السياسية لزيادة ثرواتهم وتأمينها من غدر الايام أم الحصول علي امتيازات جديدة تفتح الطريق امام ثروات جديدة للجيل العاشر من الابناء. إن ما يعانيه الفقراء في مصر من بطالة وغلاء وكدر المعيشة يرجع بالدرجة الأولي إلي أن نخبة رجال الاعمال حلت محل النخبة السياسية في ادارة الدولة ورسم سياستها العامة سواء بطريق مباشر عن طريق تولي رجال الاعمال مناصب وزارية أو برلمانية أو بطريق غير مباشر وذلك من خلال عمليات المصاهرة التي تتم بين رجال الاعمال ورجال السلطة فأصبحنا الآن نري ظاهرة المصاهرة بين السلطة والثروة إبن المليونير يتزوج ببنت الوزير أو العكس وأصبح هذا هو الهدف والطموح سواء لرجل الاعمال أو للوزير إذا امتلكت المال لابد ان تبحث عن السلطة وإذا كان لديك السلطة لابد ان تبحث عن المال واذا جمعت الحسنيين ستصبح سيد هذا البلد وهذه العلاقة بين السلطة والثروة ليست وليدة اليوم بل إن جذورها تمتد لأكثر من خمسين عاماً في مصر.. ففي دراسة اجرتها الدكتورة سامية سعيد امام تحت عنوان«من يملك مصر» أشارت الدكتورة إلي وجود شبكة واسعة من علاقات المصاهرة والقرابة والنسب بين مجموعة هائلة من العائلات المصرية التي إستحوذت علي السلطة والنفوذ والثروة معافي أن واحد، ومن اشهر هذه العائلات زواج علاء مبارك من هايدي وهي ابنة رجل الأعمال مجدي راسخ الذي عمل مع رجل الأعمال محمد نصير صاحب "فودافون" للاتصالات حتى مصاهرته للرئيس..وهو رئيس مجلس إدارة شركة السادس من اكتوبر للتنمية والاستثمار "سورك" وهي شركة كبرى من أبرز أعضاء مجلس إدارتها والمشاركين فيها شفيق البغدادي المدير المالي والإداري.. ويصل رأس المال المصرح به إلى خمسمئة مليون جنيه مصري ورأس المال المصدر مئة مليون جنيه مصري.. وهو رئيس شركة النيل للاتصالات ورئيس شركة "رينجو" للاتصالات التي تعد أكبر شركة لكبائن الاتصالات في مصر
    اتجه مجدي راسخ إلى الاستثمار في الغاز وأسس الشركة الوطنية للغاز (ش.م.م) في عام ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين عقب صدور قانون الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة رقم تسعمئة وواحد وستين لسنة ألف وتسعمئة وثمانية وتسعين. وتعمل الشركة في مجال نقل وتوزيع الغاز الطبيعي من مناطق الإنتاج إلى العملاء بالمنازل والعملاء في مجال التجارة والصناعة. وهو من أبرز المساهمين في الشبكة الثالثة للمحمول في مصر..كما أنه وكيل شركة "كاتيك" الصينية التي تصنع الجرارات وتعمل في مجال السكك الحديدية
  وها هو جمال مبارك ابنالخامسة والأربعين تزوج خديجة ابنة الرابعة والعشرين.. وهي ابنة المقاول المعروف محمود يحيي الجمال الذي ينتمي إلى أسرة الجمال الدمياطية العريقة وتتمتع أسرته بشهرة واسعة.. والدته من عائلة الطاهري وهي أسرة كبيرة.. يملك شركة استيراد وتصدير وشركة "جلالة" للتنمية السياحية ومتخصص في إنشاء القرى السياحية وله قرية العين التي أنشئت على أربعمئة وخمسين فداناً في العين السخنة وبواجهة كيلو متر على البحربدأ الجمال حياته بتكوين شركة مقاولات "دجلة" وهي شركة مقاولات مختلفة عن شركة دجلة الي يمتلكها رجل الأعمال في الحزب الوطني وعضو مجلس الشعب محمد مرشدي. شركة دجلة الجمال تولت بناء مجموعة من الأبراج في الزمالك والدقي والمهندسين. بعد ذلك أسس الجمال أيضاً شركة "صن سيت" التي يتركز نشاطها على بناء الفيللات والقصور الفاخرة والفخمة على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي وشارك فيها رجل الأعمال السعودي المعروف عبدالرحمن الشربتلي
   أعضاء النادي الحصري للأثرياء المصريين البالغين أربعة ملايين الذين يستطيعون السماح لأنفسهم بالعيش من دون حساب.. تعلموا كيف يعتمدون على عمال يحيى الجمال حتى يشيدوا لهم القصور الحالمة
    ويمتد نشاط شكة الجمال إلى السياحة العقارية.. حيث شيدت قرية هاسيندا على الساحل الشمالي بعد الإسكندرية التي يوجد فيها مطعم أندريا الشهير الذي يمثل ملتقى لأولاد الذوات من رواد الساحل الشمالي وعلى رأسهم جمال وعلاء مبارك
  وبعيداً عما يجمع بين جمال وخديجة- الاثنان درسا في الجامعة الأمريكية..طبعاً جمال تخرج فيها خلال عقد الثمانينيات الذي شهد مولد خديجة- فإن هذه الزيجة.. تبرز إلى أي حد ترتبط السلطة بالمال في مصر
     وإذا كان نجل الرئيس المصري حسني مبارك قرر الزواج من ابنة مقاول تولت شركته تنفيذ وإنشاء العديد من المدن والقرى السياحية.. فإنه ليس الأول..فقد تزوجت جيهان "الثانية" ابنة الرئيس المصري الراحل السادات من المقاول محمود عثمان..برغبة من السادات الذي أراد أن يكون صديقه "المعلم" عثمان أحمد عثمان صهراً له
    والشاهد أن السلطة في مصر حريصة على الارتباط بالبيزنس.. في حين يرى رجال الأعمال أنهم عقدوا قرانهم على الحكومة ..وعندما أراد عمرو موسى -أيام كان وزيراً لخارجية مصر- تزويج ابنته الوحيدة هانيا.. لم يجد لها زوجاً أفضل من أحمد أشرف مروان. وفضلاً عن كونه حفيد جمال عبد الناصر - من جهة أمه منى- فهو رجل أعمال.. وشقيقه جمال هو مالك قناة ميلودي الغنائية..غير أن الزيجة انتهت على أي حال بالطلاق
   وبما أننا نتكلم عن زيجات أبناء وبنات الرؤساء في مصر فدعونا نتذكر أن الرئيس عبد الناصر وافق على أول عريس طرق بابه للزواج من ابنته الكبرى.. وكانت هدى قد ارتبطت بزميلها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حاتم صادق وفاتحت والدها الصعيدي المحافظ وتم الزواج في عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين. وكان حاتم قد اختار فيلا صغيرة بجوار الميريلاند للزوجية وعملاً سوياً (هدى وحاتم) في جريدة "الأهرام" وأسس حاتم صادق مركز الدراسات السياسة والاستراتيجية وخرج منه مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في نهاية عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين..ليعمل رئيساً لفرع البنك العربي المحدود في القاهرة- ثم أصبح عضو مجلس إدارة في أحد البنوك الكبرى- وتحصل هدى على الدكتوراه في العلوم السياسية
  ولم تختلف حكاية منى عبد الناصر كثيراً عن حكاية زواج شقيقتها هدى..فقد تزوجت في الرابع عشر من أكتوبر تشرين أول عام ألف وتسعمئة وخمسة وستين من الملازم كيماوي أشرف مروان نجل أبو الوفا مروان مدير إدارة التعيينات في الحرس الجمهوري
   عقب الزواج انتدب أشرف للعمل في رئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس .. وفي عهد الرئيس السادات اختير رئيساً لمكتب المعلومات برئاسة الجمهورية ثم تولى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع وخرج منها بعد شائعات كثيرة طالت ذمته المالية وهو ما قاله السادات لمنى حين ذهبت تسأله عن سبب تغيير زوجها وإقالتهومع أن عبد الناصر أنجب ابنتين وثلاثة أولاد فإن العمر لم يسعفه لحضور زواج أولاده الذكور الذين تزوجوا بصورة تقليدية. وقد تزوج خالد الأكثر ارتباطاً بوالده من داليا وهي ابنة سمير فهمى رجل الاقتصاد والخبير البترولي البارز ولاعب مصر الدولي في كرة اليد..وخالد عبد الناصر- أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة- كان لاعباً في فريق نادي هليوبوليس لكرة اليد .. أما داليا فهي خريجة الألسن لغة إنجليزية..وأنجب منها جمال وتحية التي تخرجت في الجامعة الأمريكية في عام ألفين واث
تزوج عبد الحكيم - ثالث أبناء عبد الناصر وثالث الذكور- من عائلة قطري الشهيرة. وقد تخرج عبد الحكيم في قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان. وبدأت علاقته بالأعمال عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين من خلال شركة "مودرن كونتر أكنوزر للمقاولات" التي أسسها مع شقيقه عبد الحميد وشاركهما بعد فترة الشقيق الأكبر خالد
بدأت الشركة نشاطها في مجال المقاولات والديكور برأسمال عشرين ألف جنيه عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين. وفي العام التالي انضم إليهم شركاء جدد هم محمد عبد الحميد وعمرو حسين شعبان وتم رفع رأسمال الشركة إلى أربعة وثلاثين ألفا ثم إلى مئة وخمسين ألفاً..لكن في عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين وصل رأسمال الشركة إلى مليون جنيه..، يمتلك منه الأشقاء خمسة وثمانين بالمئة..على أنه يبدو أن نجاح الشركة وتضخم رأسمالها كان سبباً مباشراً في انهيارها ففي عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين وقعت خلافات حادة بينهم وطالب عمرو حسين بفرض حراسة على الشركة.. وبالفعل قررت المحكمة تعيين أولاد عبد الناصر حراساً عليها
وفي العام نفسه شارك عبد الحكيم في شركة "كلوزال" للتسويق وتوزيع المنتجات الصناعية.. لكن عشقه للعمل في المال أوقعه في العديد من المشكلات؛ ففي الوقت الذي تقدم فيه بنك القاهرة إلى محكمة جنح مصر الجديدة وأقام أربع قضايا على عبد الحكيم لإصداره أحد عشر شيكا بدون رصيد.. ورطه فيها صديقه الهارب رجل الأعمال حاتم الهواري بمبلغ عشرة ملايين وسبعمئة وخمسين ألفاً.. وهي القضية التي هرب بسببها عبد الحكيم إلى فرنسا ومنها إلى لندن.. حتى عاد بصحبة أحد الرؤساء العرب ليعلن أنه على استعداد لسداد ديونه
في التوقيت نفسه استطاع عبد الحكيم التصالح في قضية شيكات أخرى كانت مع نجل الفنان نظيم شعراوي وبعض التجار
عبد الحميد الرابع بين أبناء عبد الناصر وثاني الذكور .. تخرج في الكلية البحرية وتزوج من إيمان محي الدين الخرادلي ابنة الدكتور محي الدين الخرادلي مدير معهد السرطان في ذلك الحين. بعد وفاة والده التحق بالسلك الدبلوماسي عام ألف وتسعمئة
وأربعة وسبعين.. حيث عمل في السفارة المصرية بلندن فترة بسيطة..ثم انتقل إلي العمل في مكتب الهيئة العربية للتصنيع في بريطانيا.. وبقي فيها حتي عاد مرة أخرى إلي القاهرة ليتفرغ نهائيا للعمل في دنيا الأعمال مع شقيقة عبد الحكيم في إدارة الشركة التي كوناها
فقط للتاريخ نقول إن ظروف الإقامة الجبرية حرمت أول رئيس لمصر بعد ثورة يوليو محمد نجيب من اختيار عروس لوالديه.. فابنه فاروق (مات مؤخراً بالقلب) تزوج دون أن يحضر والده من ابنة البقال المجاور لهما وهو رجل ارتضى أن يزوج ابنته لشاب فاشل دراسياً وليست لديه مهنة أو صنعة يأكل بها عيش وكان والده الرئيس حبيساً في قصر زينب الوكيل بالمرج. أما علي الابن الثاني لمحمد نجيب فلم يكن حظه أحسن من أخيه رغم تفوقه الدراسي.. فقد قتل أثناء دراسته في ألمانيا وقيل وقتها إن الموساد قتله..وسرت شائعات غير مؤكدة حول دور المخابرات المصرية في مقتل ابن الرئيس
أبناء الرئيس السادات (أنجب السادات سبعة أبناء..ست بنات وولد وحيد هو جمال السادات) لم يختلف حظهم كثيراً عن حظ أبناء الرئيس نجيب في الزواج.. خاصة بناته من زوجته الأولى إقبال ماضي. ففي حين زوّج السادات بناته من جيهان لأبناء نجوم المجتمع والسياسة في عهده تزوجت بناته من إقبال زيجات انتهت كلها بالفشل وتراوحت بين نصاب سوري ومغامر سكندر
كان أول زواج في بيت السادات غريباً ومفاجئاً حيث جرى استخراج شهادة تسنين للابنة الصغرى"كاميليا التي تزوجت في ليلة واحدة مع أختها الكبرى راوية وذلك في حضور رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر ووزير الحربية المشير عبد الحكيم عامر..وقد فشلت الزيجتان وسرعان ما طلقت الشقيقتان من زوجهما في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين
وسرعان ما تعرفت كاميليا على رجل أعمال سوري يدعي نادر بايزيد وأرادت الزواج منه. ولم يعترض السادات الذى رأى في الزواج فرصة لإراحة البال والدماغ من هم البنات وزوّجها له. وعلى الفور أسس السورى نادر بايزيد شركة مقاولات وحصل على مشروعات كبيرة ومناقصات كبرى من الدول باسم مصاهرة الرئيس..وجمع مبالغ كبيرة من الناس ثم بدأ يماطل في السداد وفي تسلم الشقق.. ولما علم السادات طلق ابنته منه وطرده من القاهرة نهائياً
نادر لم يكن الانتهازي الوحيد الذي وجد في مصاهرة السادات فرصة للثراء..فقد كانت راوية الابنة الوسطى من الزوجة الأولى التي طُلقت كذلك كانت على موعد مع مغامر سكندري تقدم نهاية عام ألف وتسعمئة وأربعة وسبعين لخطة ابنة الرئيس. وافق السادات.. وسافر الزوجان إلى روما لقضاء فترة شهر العسل. وعند العودة اكتشفت راوية أن الزوج لا يملك شقة للسكن (السادات حل تلك الأزمة) ولأنه مجرد مغامر طموح فقد بدأ يستغل اسم الرئيس السادات في مناقصات وحصل على مشروعات كبيرة من الدولة..واستغل اسم الرئيس الذي لمع اسمه في أوروبا بعد حرب أكتوبر. ولما علمت ابنة الرئيس هددته بإبلاغ والدها فاختفى تماماً حتى كلف السادات مسؤولاً في الحرس الجمهوري يدعى عبده الدمرداش بإحضار العريس النصاب وأرغمه على تطليق ابنته
أما جمال الابن الوحيد للسادات فقد أحب زوجته الأولى دينا عرفان وهو في سن الخامسة عشرة.. وكان قد التقاها في مدرسة الجزيرة الإعدادية وظل لمدة خمس سنوات يلح حتى أقنع والدته الرافضة بضرورة زواجه. وكان السادات يتطلع ليفرح بجمال فرحة العمر كما كان يسميه.. وبالرغم من همومه السياسية وانشغاله فقد قطع مباحثاته في كامب ديفيد ليحضر الزفاف الذي تم في سبتمبر أيلول عام ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين وانتهى بالطلاق وابنتين
ظل جمال حزيناَ للفراق عن حبيبة عمره حتى قابل رانيا شعلان ابنة الدكتور محمد شعلان أستاذ الطب النفسي وابن إحدى أكبر عائلات الشرقية في الثالث عشر من أكتوبر تشرين أول عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين. كانت رانيا التي فازت بالجائرة الثانية في مسابقة مهرجان "فستيا" بنادي الجزيرة للأغنيات الأجنبية في رحلة للغردقة حيث سافرت مع أصدقائها على الطائرة الخاصة لعبد الحكيم عبد الناصر - أصغر أبناء الرئيس عبد الناصر وأكثرهم انشغالاً بالبيزنس- واستقرت في يخته المجاور ليخت جمال السادات وهناك تعارفا وظلا يتحدثان سوياً حتى الرابعة فجراً. وفي العودة عادت مع جمال السادات في طائرته الخاصة وليس مع أصدقائها على طائرة عبد الحكي
أحبت رانيا شعلان جمال السادات بشدة..لكن زواجهما لم يصمد أكثر من ثمانية أشهر..حيث كان الحب في الغردقة والزواج في غرفة السادات..ووقع الطلاق في مستشفى خاص للأمراض النفسية العصبية في عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين
في المرتين السابقتين اختار جمال عروسه بقلبه لكن في المرة الثالثة اختارت له أمه جيهان السادات بعقلها.. وكان ذلك في يوليو تموز عام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين.. حيث تزوج الابن الوحيد للرئيس السابق من طليقة أكرم النقيب ابن الملكة السابقة ناريمان. زوجته الحالية هي المهندسة شيرين فؤاد مهندسة ..وهي ابنة فؤاد زين الدين الأستاذ المعروف في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية ومن عائلة سكندرية شهيرة.. ارتدى جمال في فرحه الأخير بدلة سموكن زرقاء وارتدت شيرين فستان سواريه روز.. فيما ارتدت والدته جيهان السادات فستاناً أسود وتكشف الدكتورة سامية سعيد امام في دراستها القيمة  وجود شبكة واسعة من علاقات المصاهرة والنسب وعلاقات الدم بين مجموعة كبيرة من العائلات المصرية التي استحوذت علي السلطة والنفوذ والثروة معا في آن واحد.. ومن هذه الشبكة عثمان أحمد عثمان وسيد مرعي وأنور السادات ومصطفى كامل السعيد وعائلة شلبي وأحمد يوسف الجندي وعائلة لهيطة وحسن عباس زكي وعائلة حسبو وعبدالمنعم الصاوي وحسب الله وعبدالمقصود وعرفة والقواس وعجرمة
أما المهندس سيد مرعي فقد أصبح من أشهر السياسيين والدبلوماسيين... كثمرة لارتباط المصاهرة والزواج من أربع عائلات من جملة ثلاثة عشر هم أعضاء مجلس قيادة الثورة.. فقد كانت هناك روابط مصاهرة بين عائلتي مرعي ومحيي الدين... إذ كان "إبراهيم ابن فاطمة وهي كبرى بنات حسنين مرعي متزوجة من ابنة عمر زكريا محيي الدين وتزوج جمال شقيق إبراهيم مرعي من سامية محيي الدين شقيقة زكريا وتزوجت مها شقيقة ابراهيم وجمال مرعي من سيد محيي الدين شقيق زوجة إبراهيم مرعي".. وهذا النموذج من التشابك العائلي عن طريق المصاهرة كان أحد أسباب تعيين سيد مرعي وزيراً للزراعة عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين
بل إن عائلة مشهور مثلاً التي ارتبطت مع أسرة مرعي بروابط المصاهرة استفادت هي الأخرى من هذه الروابط العائلية.. وقد كان لمشهور أحمد مشهور رئيس هيئة قناة السويس الأسبق نفوذ كبير في عهد السادات.. واستفاد سيد مرعي من علاقات المصاهرة العائلية بين عائلته وعائلات خالد وزكريا محيي الدين كما حرصت العائلة علي المصاهرة من عائلة علي صبري وعائلة وجيه أباظة أحد الضباط الأحرار وكذلك بعائلة كمال الدين حسين وفي مطلع الستينيات تزوج محمد نصير وهو من عائلة مرعي من ابنة عبد اللطيف البغدادي.. وتوج سيد مرعي هذه الشبكة من العلاقات العائلية عن طريق المصاهرة بزواج ابنه البكر حسين من نهى ابنة الرئيس السادات من جيهان
وبالنسبة لعائلة عبدالغفار التي تقيم في تلا بمحافظة المنوفية -وهي أسرة رفع ذكرها في المنوفية أحمد باشا عبدالغفار بتحديه للقصر الملكيِ- فقد تزوج رجل الأعمال عبد الخالق -نجل ثروت عبدالغفار- من لبنى كبرى بنات أنور السادات من جيهان... وكانت نفيسة عبدالغفار وهي من سيدات الأسرة سبباً في هذه الزيجة حيث كانت تشغل منصب رئيس مكتب جيهان السادات ورشحت لها العريس وحدث القبول فكان الزواج. وكانت لبنى قد خطبت قبل ذلك لضابط في الحرس الجمهوري أسمه أحمد المسيري..وفسخت الخطبة ثم تزوجت من عبد الخالق سليل العائلة الكبيرة
وتزوجت علية حسنين عبدالغفار من السفير محمود مبارك ابن عم الرئيس حسني مبارك وشغل الأول منصب سفير مصر في ألمانيا كما تزوجت ابنة عبدالخالق ثروت باشا من شمس الدين باشا عبدالغفار الذي كان محافظاً لأسيوط والجيزة...وهذاالتزاوج بين المال والسلطة لم يتوقف ابدا لا في القديم ولافي الحديث فنجد الراحل د. عزيز صدقي رئيس وزراء مصر سابقاً صاهر عائلة الخراساني تجار المجوهرات، حيث تزوجت ابنته من الجواهرجي شريف خراساني وهو من تجار خان الخليلي المعروفين.

أما د. عبد القادر حاتم وزير الإعلام سابقاً فقد ناسب رجل الأعمال نجيب المليجي الذي يمتلك فندقاً في العاصمة البريطانية، إذ تزوج ابن الوزير السابق من ابنة رجل الأعمال الكبير.
أما ابنة د. حاتم فقد تزوجت من طارق صاحب شركة "إخناتون" للسياحة، أما ابنته الثالثة فقد تزوجت من مدير أحد البنوك الكبرى.
كما ان ابنة د. منصور حسن وزير الثقافة سابقاً ورجل الأعمال في وقتٍ لاحق بعد أن امتلك شركة لمستحضرات التجميل، تزوجت من أحد أفراد عائلة منصور الشهيرة بتصنيع وتجارة السيارات، ومن بينهم يبرز اسم محمد لطفي منصور وزير النقل في حكومة نظيف، الذي كان يشغل قبل المنصب الوزاري موقع رئيس مجلس إدارة شركة "منصور شيفروليه".
ويرتبط وزير النقل السابق محمد منصور بصلة قرابة لأحمد المغربي وزير الإسكان، فمنصور هو ابن خالة أحمد المغربي وهناك استثمارات هائلة بين مجموعتي المغربي و منصور وصلت إلى حد ما يسمى بتحالف "منصور المغربي"، وقد عاش الاثنان طفولتهما معاً في الولايات المتحدة.
وشركة منصور المغربي تعمل في مجال الاستثمارات المتنوعة برأسمال مدفوع 200 مليون جنيه وهي جزءٌ من تحالف منصور المغربي الذي يضم أيضًا شركات في مجال الاستثمار السياحي في فنادق شهيرة مثل "نوفتيل" و"أكور" وغيرهما، وشاركوا أيضًا مع رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفي في فندق "سان استيفانو" بالإسكندرية، علاوة على شركة "فليمنج منصور" للاستثمار في مجال الأوراق المالية وأسواق المال.
زهير جرانة وزير السياحة في حكومة د. نظيف هو أيضًا عضو في غرفة التجارة الأمريكية – مثل منصور والمغربي، وشركته لها ارتباطات بيزنس مع مجموعة المغربي.
أما حاتم الجبلي وزير الصحة في تلك الحكومة فهو رئيس "مستشفى الفؤاد" بمدينة 6 أكتوبر، وهو ابن الدكتور الراحل مصطفى الجبلي آخر وزير زراعة قبل يوسف والي، وأخوه هو شريف الجبلي عضو الغرفة الأميركية وصاحب أكبر شركات السماد الخاصة "آجري بيزنس".
كما ان ابنة د. محمود شريف وزير الحكم المحلي سابقاً تزوجت من ابنة عفت السادات شقيق الرئيس المصري الراحل. أما د. صلاح حسب الله وزير التعمير سابقاً، فقد تزوجت ابنته من الممثل أشرف عبد الباقي. ود. حسب الله هو شقيق الكبير عبد المنعم حسب الله وهما أولاد شقيقة "المعلم" عثمان أحمد عثمان.
وترتبط عائلة عثمان بعلاقات مصاهرة مع عائلتي البيك والزملوط بالإسماعيلية، إضافة إلى عائلة السادات.
د. محمد ماهر أباظة وزير كهرباء مصر لنحو عقدين من الزمان، تزوجت ابنته من صاحب توكيل شركة "بافاريا مصر".
وتزوج د. بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة من ليا نادلر وهي ابنة صاحب مصانع حلويات "نادلر"، وهي زيجته الثانية حيث تزوج قبلها من إحدى زميلاته عندما كان يدرس لنيل شهادة الدكتوراه في باريس.
اتصور انه من السهل الان الاجابة علي السؤال...من يملك مصر؟
وفضوها سيرة

السبت، 11 ديسمبر 2010

الخيار الاستراتيزي

من منذ زمن بعيد والعرب  قد حسموا امرهم باختيار السلام ..والسلام فقط كخيار استراتيجي لهم في مواجهة همجية القصابات الصهيونية في ما يسمي اسرائيل بمعني ان العرب جميعا (بما يعرف عنهم بالكرم الحاتمي ) قرروا ان يتمسحوا(مش يمسحوا الجزم ولامواخذا)انما يتمسحوا بمعني اعتناق العقيدة المسيحية اي ان الذي يضرب العرب علي قفاهم سوف يديروا له مقعدتهم (وهذا ليس من المسيحية انما دة كرم عربي يسجل باسمهم) واول من اخذ بهذا الخيار هو الرئيس المصري الراحل محمد انور السادات وذلك بزيارتة للقدس واعلان مبادرتة للسلام بما تضمنته ان تسعة وتسعين في المائة من الحل في يد ماما امريكاوكانت هذة بداية انبطاح العرب علي الاخر لكن للامانة وشهادة لله السادات ثبت بعد ذلك انه اقل العرب انبطاحا حيث ان الذي جري بعد ذلك يدل علي ان الحكام العرب تسابقوا جميعا الواحد تلو الاخر في اثبات ان كلا منهم الاحق بالفوزبلقب المنبطح الاكبر وعليه فانه اصبح لدينا خيار اولي ثابت هو الدوران في الفلك الامريكي(الطواف حول الكعبة الامريكية) وينبني علي ذلك ومرتبط به حتميا اختيار الانظمة العربية الحاكمة(المتحكمة)خيار السلام خيارا استراتيجيا مهما كان فعل اسرائيل هو العدوان والعنصرية والقتل والابادة الجحاعية والتنكيل والاذلال(كل هذا طبعا الي جانب احتلال الارض)فان رد فعل العرب دائما تجاه ذلك هو (الخيار الاستراتيجي) وهو السلام ثم السلام ومن بعده السلام.وطبعا السلام دة شى معنوي  يلزمه شيئا ماديا ملموسا يدلل عليه ومن اجل ذلك اتخذ العرب من التفاوض منهج حياه لامبدل له ولامعقب واصبح التفاوض من اجل التفاوض فلم يعد العرب يرغبون في تحقيق اي اهداف سوي فدف التفاوض ولقد نسي العرب اهدافهم من التفاوض من كثرة السنين الذين ظلوا يفاوضون فيها بل اصبح التفاوض نفسه هو المتعة الوحيدة للحكام العرب (خاصة ان معظمهم وصل الي ارذل العمر فلم يعد له متعة اخري) وهنا اصبحنا امام معادلة سهلة الفهم جدا هي ان(البديل لعدوان وهمجية اسرائيل هو المزيد من العدوان والهمجية من جانب اسرائيل _ووالبديل لتفاوض العرب هو المزيد من التفاوض والاستسلام) وهذا الامر ممتد معنا منذ اتفاقية العار اسلوا حتي يومنا هذا الذي اعلنت فيه امريكا فشل اقناع اسرائيل بالوقف الموقت لالاستيطان لمدة ثلاثة شهور فقط رغم كل الاغراءت المعروضة علي اسرائيل من جانب امهاوابوها اريكا ومرورا بفشل خريطة الطريق وكذلك اجتماع انابلس (بالمناسبة يحب ان نلاحظ ان امريكا دائما تستدعي العرب للتفاوض بعدكل كارثة ومصيبة يقوم بارتكابها العم سام في احدي الدول العربية فبعد انهيار النظام العربي باحتلال العراق للكويت لتنفيذ موامرة استدعاء القوات الامريكية للمنطقة وجدنا ان ثمن ذلك هو اتفاقية العار اسلو ا عام 1993_وبعد احتلال امريكا للعراق عام 2003 كان الثمن للعرب خارطة الطريق _وبعد عدوان اسرائيل علي لبنان عام 2006_كان الثمن للعرب اجتماع انابلس )وكل هذا لم يحدث فيه سوي التفاوض ثم التفاوض ولم ينتج عنه سوي العدوان ثم العدوان وعلي ذلك فان العرب علي ديدنهم مخلصين لخيارهم الاستراتيجي وهو خيار الاستسلام والانبطاح ولكن في الاونة الاخيرة تطور الخيار بعض الشى واصبح خيارا ستراتيزي وذلك كما تفعل راقصة الاسترتيز علي المسرح بالتخلي عن ملابسها قطعة بعد الاخري حتي تتعري تماما وعندئذ يدقق المشاهدون  في العارية محملقين في عورتها التي ظهرت اخيرا بعد ان طالت فترة الخلع.....هكذاالعرب خلعوا قطعة بعد الاخري وقد تعروا تماما ولكن المفاجاه ان المشاهدين لم يعجبهم جسم العرب ولا عورتهم......فضوها سيرة
0

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

رذيلة الاستهلاك وامة تنقرض

اذا اردنا ان نطلق اسما علي هذا العصر الذي نعيش فيه فاننا لن نجد اسما اكثر انطباقا وتلائما من اسم ا(العصر الاستهلاكي) فان الصفة المناسبة لهذا الزمن السيي اهله هي الاستهلاك  ثم الاستهلاك واذا فرغ الانسان من استهلاكه فانه يبحث عن استهلاك جديد!!!! وهكذا صار الانسان وفقا لمتطلبات العولمة البغيضة (حيوان مستهلك) ان الاستهلاك هو النتيجة الطبيعية لسيادة المذهب النفعي وسيطرة اللذة اننا ان نظرنا حولنا فبقليل جهد نكتشف اننا نعيش في عالم اللذات والشهوات فالانسان لم تعد تمر عليه لحظة الا وهو راغب في استهلاك شي  وان كنا نعترف ان علم الاقتصاد يقوم بالاساس علي تحقيق الرغبات في ظل الموارد المتاجة ومحاولة تنمية هذة الموارد بشكل مستمر لان هذة الرغبات متجددة بشكل مستمر  الاان هذا العصر الذي نعيشه تجاوز كل هذة النظريات واصبح الانسان عبدا لرغباته وليس لديه اي قدرة للسيطرة عليها وقد يكون هذا مقبولا في المجتمعات الغربية المنتجة والفاعلة بالقدر الاكبر من الناتج العالمي فمن انتج من حقه ان يستهلك(رغم ان لنا تحفظ علي ذلك ) اما المجتمعات التي نعيش فيها والتي لاتشارك باي قدر يذكر في اجمالي الناتج العالمي فان الاستهلاك الحادث فيها الان يهدد بانقراض هذة المجتمعات وزوالها من الوجود فالانسان الذي يعيش فقط لتحقيق رغباتة (لذاته وشهواته)هو محكوم عليه حتما بالاندثار والانقراض ودعوني انقل لكم جزا من بحث قيم للدكتور سعد محمد رحيم:
ها هنا يتم خلق مجتمع هش، فاقد القدرة على النقد والتمييز، مطواع، ومن الممكن أن ينقاد بسهولة لأية مزاعم.. تختلط عنده الحقائق بالأكاذيب والأوهام. أما أولئك الذين لم يعودوا يطيقون هذه الرذائل والخدع، ويعيشون حالات من العزلة والاغتراب فإنهم يُقصون، ولا يتاح لصوتهم النقدي التأثير في الوسط الاجتماعي. وقد يتشبث بعضهم، بعد طول يأس، بالخرافات والخزعبلات أيضاً، يتوسلون المعونة من وراء عالمهم الواقعي، أي أنهم يلجأون إلى الأساطير ـ الضد، واقعين في الفخ ذاته. فاليوم يبتكر النظام الاستهلاكي رموزه وطقوسه وآلهته كذلك، أي أسطورته، وتسوّق هذه الأسطورة إعلامياً وثقافياً، ومن خلالها يجري تقنين الحاجات والرغبات والأذواق والقناعات. وما يحصل هو بهرجة وتنوع ووفرة، مع إفراغ كل شيء من المعنى، وربما لهذا قال جان بودريار عن أميركا بأنها صحراء من اللامعنى.
* * *
يتقن المجتمع الراهن صناعة الزائف، لا في شكل أقنعة فحسب، وإنما على هيئة أغراض حيّة. ولقد بات إنسان عصرنا متوائماً ومتواطئاً مع مناخ الزيف هذا، إلى الحد الذي لا يعد وعيه واكتشافه للمزيف عنصر إرباك يجعله يراجع نفسه أو يتراجع. وإذا كان الإعلام بأجهزته وآلياته ومؤسساته وإستراتيجياته يسوّق الزائف فإنه لم يكن وحيداً في الميدان.. إن مؤسسات شتى، سياسية وثقافية تعاضدت معه لتكريس العالم الزائف الذي نعيش فيه.
إن إنسان العصر صار يتبع تقاليد وأعراف وتعاليم ديانة زائفة هي ديانة الاستهلاك البورجوازي.. إن كل شيء مهيأ للاستهلاك بثمن، فحتى ما هو روحي يتحول إلى سلعة.. لقد سقطت مقولة السلوك الاقتصادي الرشيد، والبحث عن أقصى درجات المنفعة إزاء توجه هذا الإنسان المظهري حيث الادعاء والتفنج.. إنه يريد أن يكون شيئاً ما، هاماً، من خلال استهلاكه، أمام الآخرين.. إن كثيراً من الرياء والنفاق يطبع سلوكه كما سلوك الآخرين من أقرانه، في ضمن مجتمع لم يعد يأبه كثيراً بالتمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف. وعند هذه الفجوة تتجلى فداحة الأزمة الأخلاقية للمجتمع.
إن إستراتيجيات نظام الاستهلاك تخلق في النهاية الإنسان الممتثل، المدمج في واحدية الاتجاه البراغماتي، حيث الجميع ديدنهم مصالحهم الأنانية الضيقة.. إن تلكم الإستراتيجيات كفيلة بضخ الحيوية في جسد الرأسمالية وترويض أزماتها. والاستهلاك مع تحوله من ظاهرة اقتصادية إلى أسطورة يضمن للمجتمع الرأسمالي تجديد نفسه، واستمراره.
* * *
والآن، صارت الموضة علامة مجتمع الاستهلاك، فلا شيء يلبث على حاله ـ على الأقل في الظاهر ـ فالموضة اختلاف على صعيد الشكل، غالباً.. اختلاف مؤقت، مهدد بموضة أخرى "اختلاف آخر مرتقب" وهي جذابة إلى حين.. المختلف المؤقت والجذاب شكلاً، بديل عن حضور المعنى، فالجاذبية، ها هنا، تفتقر إلى أي مضمون ذي دلالة عميقة. وفي مجتمع خاضع لآلية إنتاج الموضات ستكون الضحية الأولى هي الحرية، فأنت حر في أن تتبع الموضة، وإلاّ ستنبذ وتهمش، وهذه الآلية تشتغل على صعيد الثقافة والإعلام كما تشتغل على صعيد سوق السلع والأزياء، فقد غدا اختراع واختلاق الموضات الثقافية بديلاً عن إحداث تحولات جوهرية في عالم الثقافة.
إن الموضة تقطع مع ما مضى.. إنك معها ممنوع من التذكر، ناهيك عن الاستعادة.. إن المطلوب أن تكون معاصراً، وفي هذه الحالة حتى المستقبل لا يهم إلا بمقدار ما تتقرب موضة أخرى لتقطع مع الحاضر.. إن صناعة الموضة خديعة رأسمالية للحيلولة دون صناعة الثورة.
وشيوع موضة ما تحقيق للقطيعية، فمن خلالها يجري إدماج البشر في إطار ظواهر شكلية أو سلوكيات، أو ممارسات محددة، حيث تغدو للموضة مضمونها السياسي.. إن حدثاً أولياً ـ قصة شعر مطرب، مثلاً ـ تتناسل كاريكاتورياً بعد أن تستنسخ بمئات آلاف النسخ على مئات آلاف الرؤوس لتعرض في كل مكان ـ أحياناً في القارات كلها ـ والمستنسخون كاريكاتورياً هم مقلدون، أي أنهم لا يستطيعون أن يكونوا أنفسهم.. إنهم يهربون من أنفسهم من خلال الموضة إلى ما هو زائف، مضحين بتفردهم وحريتهم الذي يبدو أنهم يخشونها، أو يخشون عبئهما.. إن هؤلاء هم، في حقيقة الأمر، قطعان مهيأة للانقياد بحسب مشيئة السلطات القائمة.. إنهم مشاريع فعل لكل ما تقتضيها الإستراتيجيات العاملة في مؤسسات الهيمنة والسيطرة والتحكم.. إن المجتمع الذي يدّعي أنه ديمقراطي يسعى من خلال آليات صيرورته إلى تجريد الإنسان من هاتين الخصيصتين اللتين هما دعامتا أية ديمقراطية، أي الإحساس بالتفرد والحرية. فمن يختار الحرية والتفرد يصور كحالة شاذة ومنبوذة، لأنه وقف وربما من دون أن يدري ضد إيديولوجيا المجتمع الاستهلاكي، وموجهاته الخفيــة، ( فالرفض الفكري والانفعالي للامتثالية يبدو وكأنه علامة عصاب وعجز )(4) كما يقول ماركوز.
وساعدت صناعة الصور على ترسيخ ظاهرة الموضات، في الحقول كافة، ولا سيما في المجتمعات ذات البعد الواحد ـ وأي مجتمع ليس كذلك في وضعنا التاريخي الحالي؟! ـ إن الاختلافات السطحية المصنوعة في سوق الموضات تشوش رؤيتنا لمسألة افتقاد مثل هذا المجتمع إلى التنوع الحقيقي.
تفتح صناعة الصور الأبواب واسعة أمام تنويع المعلومات وتدفقها واتاحتها لشرائح عريضة من الناس، في مختلف أنحاء العالم، بيد أن هذه الصناعة باتت تخضع لمنطق رأسمالي/ براغماتي هدفه مخاطبة عقول سلبية تتلقى هذه الصور، بشكل جاهز، وتتقلبها، كما هي، لتبني على أساسها أحكامها وتقويمها للأشياء والأحداث من دون رؤية نقدية. ويتنبه مفكر من طراز الفرنسي "ريجيس دوبريه" إلى هذه المعضلة فيؤلف كتاباً بعنوان ( الميديولوجيا ) والتي يقصد بها ( العلم الذي يدرس الوسائط المادية التي يتجسد عبرها الكلام ) ويطلق على المجتمع البشري "دائرة التواصل الإعلامي" ويرى في طوفان الصور الذي يحاصر الفرد المعاصر مفارقة أنها بدلاً من أن تشحذ الرؤية فإنها تسبب العماء.

وإذا كانت ثقافة الاستهلاك من خلال صناعة الصور تنمط العقل وتحدده وتسطحه فإنها بالمقابل تخاطب الغرائز جاعلة من الجسد الإنساني الفتي ثيمتها الرئيسة.. إن المرأة تختزل إلى جسد مشتهى، ويجري التركيز على المظهر الخارجي، على المفاتن الظاهرة والمستترة إلى حد انتهاك ما هو خاص وحميمي. وبذا فإن هذه الثقافة، إن كان لنا أن نسميها هكذا، تطيح بكرامة الشخصية الإنسانية بعدِّها حقيقة مركبة، واعية ومنتجة، وليست جسداً محض يُستثمر تجارياً لتحقيق الربح.
ان المتامل في الحادث في بلادنا الاسلامية والعربية يكاد يفقد عقله فبالرغم من سوء الاحوال الاقتصادية وانتشار الفقر والعوذ  فاننا نشاهد في بلد مثل مصرالاف الاف السيارات الفارهة والاف الاف من البيوت الوثيرةالاتية من كتاب الف ليلة وليلة ان سكان مصر هذا البلد المسكين باهله ينفقون علي (اللب والسوداني) مليار جنيه سنويا ويرسلون رسائل نصية بحوالي ملياري جنيه سنويا وتقدر النفقات في شهر رمضان بحوالي عشرين مليار جنيه في كل عام  ما كل هذا الجنون !!!ما كل هذة الاعلانات التي تحتل عقل الانسان في كل لحظة ما كل هذة الاموال التي تنفق في التافه من الامور...لاعبي الكرة ......الممثلين ...برامج المسابقات .....ادوات التجميل.....وغيره الكثير  لماذا يغير الانسان هاتفه المحمول كل بضعة اسابيع ؟ لماذا يصر هذا المجتمع الفقير ان ينفق كل هذا الكم من الاموال علي سفاسف الامور.......لماذا هناك افراح في مصر تتكلف ميزانية تكفي اطعام قرية لمدة عام؟ ان هذا يحدث في بلد لاينتج شي لايقدم اي انجاز للعالم سوي الاستهلاك ..ثم الاستهلاك ان هذا يحدث في بلد مسلم ....يدعي الاسلام ...فالاسلام جاء ليحارب الاستهلاك فقد قامت فلسفة التشريع الاسلامي علي اسس ومبادي تدعو في الكثير منها الي مقاومة ...بل لا نبالغ ان قلنا محاربة....التبذير والاسراف وكذا اللذت والشهوات وكذلك حارب الاسلام اشد ما حارب  المظهرية(الرياء والنفاق)وقام الاسلام في اساسه التشريعي علي ذم الهوي ودعانا منهج الاسلام دائما وفي كل لقطة الي التعقل والتدبر وذلك لتحقيق مقاصد الشريعة العليا وهي توحيد الله وتزكية النفس وعمران الارض وعلي ذلك
تعالوا لنري كيف تعامل الاسلام مع الاستهلاك وبعدها نحكم ان كنا مسلمين حقا ام مستهلكين....؟ 
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ _الاعراف32
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (الفرقان 67
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (الاسراء 29 )
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( الاعراف 31 )وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (الاسراء 26)
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا _الاسراء 27)
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (الاسراء16)
فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (هود116)
فمن خلال تاملنا وتدببرنا في هذة الايات الكريمات يتبين لنا الاتي:_
1- إن الإسلام حصر الطلبَ الاستهلاكي في سلة الطيبات، فإن الله عز وجل قد سخر لنا الكون وما فيه، وحرم علينا أشياء معينة، فصَّلها في شرعه العظيم، قال تعالى: ” وقد فصَّلَ لكم ما حَرَّم عليكم ” (سورة الأنعام/ آية119)، ولذا يَحْرُم علينا أن نستهلك ما حرمه الله ورسوله، وما حرم استهلاكُه حرم إنتاجُه، كالخمر وأدوات الميسر ونوادي الفواحش.
بخلاف المجتمعات غير الإسلامية والتي تستهلك وتنتج ما يحل وما يحرم؛ وذلك لعدم احتكامها إلى الشرع الحنيف الذي أنزله خالق الأرض والسماوات.
2- إن الاستهلاك يكون لإشباع منفعة معينة، وإننا نرى المجتمعات غير الإسلامية تستهلك ما يشبع منافعها سواء كانت هذه المنفعة حقيقية أو وهمية، حيث قد يقدم الإنسان على شرب الخمر لأنه يرى فيها خلاصَه من الهموم التي تثقله، ولكنها منفعة وهمية، ولذا نرى الإسلام لا يقر هذه المنفعة الوهمية ويقر المنفعة الحقيقية، فنراه حرم الانتحار، في حين ترتفع نسب الانتحار في البلاد غير الإسلامية لأنهم يأخذون بهذه المنفعة الوهمية المزعومة.
3. مبدأ وظيفية الاستهلاك: ويعني ذلك أن الاستهلاك له وظيفة طبيعية أقرها الإسلام واحترمها بل وجعلها أساساً من أسس الاستهلاك في المجتمع المسلم، وتتجلى هذه الوظيفية في حفظ الإسلام للضروريات الخمس، حتى أباح للإنسان أن يأكل الميتة حفاظاً على روحه من الهلاك، كما أمره بحفظ طاقاته الجسدية من خلال حفظ النفس، وطاقاته الروحية من خلال حفظ الدين، وطاقاتِه العقلية من خلال حفظ العقل، وهكذا في بقية الأمور.
وهذا كله تأكيد لمبدأ وظيفية الاستهلاك في المجتمع المسلم.
4. مبدأ وحدة دالة الاستهلاك، ويسميه بعض الباحثين: مبدأ وحدة دالة الرفاهية الاجتماعية، حيث ينظر الإسلام إلى المجتمع المسلم على أنه طبقة واحدة، وليس طبقيات متعددة، وله دالة استهلاك اجتماعية موحدة ومنع التمايز وتكريس الموارد بما يخالف ذلك وبما يخالف ضروريات المجتمع، وهذا واضح ومنظور من خلال مختلف التشريعات الإسلامية، ومنها على سبيل الإجمال:
1) قوله تعالى: ” … كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ” (سورة الحشر/آية7).
2) أحاديث الستور، منها: حديث عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما -قال أتى النبي بيتَ فاطمةَ، فلم يدخل عليها، وجاء عليٌّ فذكرتْ له ذلك، فذكره للنبي ، قال: “إني رأيت على بابها سترا موشيا” وقال: “ما لي وللدنيا”، فأتاها عليٌّ فذكر ذلك لها، فقالت: ليأمُرْني فيه بما شاء، قال: “ترسل به إلى فلان أهل بيتٍ بهم حاجة ” (رواه البخاري).
وحديث عائشة -رضي الله عنها -: رأيت النبي خرج في غزاته فأخذت نمطا فسترتُه على الباب، فلما قدم فرأى النمط عرفتُ الكراهيةَ في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه، وقال: “إن الله لم يأمرنا أن نكسوَ الحجارة والطين”، قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتُهما ليفاً فَلَمْ يَعِبْ ذلك عَلَيّ (رواه مسلم).
5. إن دالة الاستهلاك في النظام الإسلامي تؤمن الكفاية لأفراد المجتمع، وقد مر معنا أن هناك استهلاكا ذاتيا مستقلا عن الدخل، يستهلك الإنسان حتى لو لم يكن له دخل يكفيه، ولكن الإسلام بتشريعاته يكفل هذا الحد لكل إنسان وهو ما يسمى حدَّ الكفاية،حيث إن كفاية الناس تجب بعملهم واكتسابهم أو وفق النظام المحكَم نظامِ النفقات، فإنْ لم يَفِ العمل ولا النفقات فإن بيت مال الزكاة يجب أن يعطيهم ما يكفيهم ويوصلهم إلى أدنى مراتب الغنى، وإن عجزت ميزانية بيت الزكاة عن ذلك فتُلقى مسؤوليةُ كفايتهم على بيت المال العام بيت مال المسلمين، ويكون ذلك بناءً على أساس حقوقي معتبر في الشريعة الإسلامية وهو الحاجة.
6. إدخال البُعد الأُخرَوي والإيثاري في المنفعة، حيث إن الاقتصاد الوضعي لا يتعامل إلا مع المحسوسات المادية، بينما يُضيف الإسلام البُعْدَ الأخروي إلى المنفعة والاستهلاك، فترى الأجر العظيم للصدقة والإحسان والقرض الحسن والنفقة على الأقارب والهدايا والصلة وغيرها من ألوان البر والإيثار، بل تجد الإنسان يوازن بينها وبين الاستهلاك المادي المحسوس أحيانا كما فعل عثمان -رضي الله عنه -مع التجار حين أربحوه بتجارته خمسة أضعاف، ولكنه قال: ولكن اللهَ أعطاني فيها عشرة أضعاف، وتصدق بها.
7. عدم تشويه الطلب الاستهلاكي، حيث إن المنتج في النظام الرأسمالي يعمد إلى زيادة الطلب على سلعته عن طريق الدعايات، وهي إحدى آفات الإعلام المعاصر، حيث استخدمت المرأة سابقاً، والأطفال لاحقاً، بل صارت تُدرَس دراسةً نفسية للتأثير على المستهلك، حتى يجنح للاستهلاك الترفي فوق الدخل المُتاح ، حتى ابتعد الاستهلاك عن الدخل ولم يعد دالَّةً له، بل انفجر انفجاراً ذريًّا فصار أكبر من الدخل، وأعانت على ذلك وسائل الإعلام من جهةٍ والمصارفُ من جهةٍ أخرى بتقديم قروض وتسهيلات بلا ضمانات؛ لدعم تشويه الاستهلاك.
ومن خلال هذه الضوابط والملاحظات وغيرها نرى الاهتمام الرباني الإسلامي بحفظ الفرد والإنسان على وجه الأرض فتوجيهه الوجهة الصحيحة، فإن النفس تركن إلى المهالك إذا تركناها على هواها، ولذا قال الشاعر:
النفسُ كالطفلِ إن تتْرُكْه شَبَّ على—– حُبِّ الرضاعِ وإن تفطمْه ينفطمِ.... واضع في الرابط التالي مقال غايه في الاهمية للدكتور عبد الوهاب المسيري .رحمة الله عليه.بعنوان(الحداثه العربية بين الصلابة والسيولة) ارجو قراءته لاتمام الفائدة من الموضوع
C:\Documents and Settings\ausama\Desktop\الاستهلاك\الحداثة الغربية بين الصلابة والسيولة __ عبد الوهاب المسيري - نورماندي.mht
وكذلك اضع لمن يريد التبحر في هذا الامر رابط الكتاب القيم للفيلسوف العظيم توفيق الطويل.رحمة الله عليه.(مذهب المنفعة العامة في فلسفة الاخلاق)
http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=019424.pdf

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

اعتذار

 عفوا لم اتمكن من نشر مقاطع من كتاب العلامه محمد صادق عرجون(محمد رسول الله منهج ورسالة بحث وتحقيق ) بخصوص الحديث عن الهجرة النبوية الشريفة وذلك لوجود اشكالية لدي في التصوير ولعلي استطيع ذلك في القريب العاجل باذن الله ولكن حتي لااضيع حق هذا العالم الجليل فانني اضع رابط تحميل موسوعته القيمة لمن يريد النهل من هذا الكنز العلمي الفذ واشير الي ان موضوع الهجرة ورد بالجزء الثاني
http://search.4shared.com/q/1/%D8%B9%D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%86 
فارجو تحميله  والاستزادة من خيره الجم

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

الهجرة وعالمية الاسلام

لم يتبقي سوي ايام قليلة ويهل علينا العام الهجري الجديد1432 اعادة الله علينا والخير والبركات وحالا افضل مما نحن عليه الان وقد طلب مني بعض الاصدقاء كتابة بحث مختصر عن هجرة رسول الله (صلي الله عليه واله وصحبة وسلم) وذلك لثلاثة اسباب اولها احتفالا بذكري الهجرة المباركة(رغم ان هذا  الموعد ليس هو موعدها الحقيقي) وثانيها البعد (ولو موقتا) عن احداث العجن السياسي الذي يتم في بلادنا هذة الايام... وثالث هذة الاسباب هو ايجاد مصدر علمي لواقعة الهجرة المحمدية بعيدا عن الخطب المعلبة المحفوظة لسامعيها قبل ملقيها ..!!!! وعليه فقد عزمت  وتوكلت علي الله ان انجز هذ الامر وانتويت ان يكون البحث عنونه (الهجرة وعالمية الاسلام) اوضح فيه ان الهجرة لم تكن امرا عارضا او محض صدفة  ولم تكن كذلك هربا او فرارا من مشركي قريش......وانما كانت تخطيطا استراتيجيا ومنطلقا حتميا لنشر دعوة الاسلام وارساء عالميتة..... وبالفعل جمعت المراجع والبحوث  لاقتطف منها ما يويد فكرة البحث واذ بي يقع بصري علي كتاب نفيس عظيم القيمة لرجل مهضوم الحق والاحتفاء وهو العلامه ..محمد صادق عرجون  العالم الازهري الفقيه المحقق المورخ الفذ الذي تتطاول قامتة حتي السماء والذي له قدم صدق في جميع صنوف العلم الشرعي.......ورغم ذلك ليس له معشار شهرة لاعب كرة في نادي مغمور او ممثل ردي مخمور!!! وعليه فقد قررت التوقف موقتا عن اكمال البحث وان اعرض بعض مقتطافات مما كتب هذا العلامة الفذ في موسوعته المنيرة(محمد رسول الله)

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

دخل الشتا من رباعيات صلاح جاهين.wmv

من رباعيات صلاح جاهين

رباعيات صلاح جاهين :: سيد مكاوي

هنا القاهرة - الفنان علي الحجار والشاعر سيد حجاب

الشاعر سيد حجاب

إللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى - على الحجار.wmv

لماذا انت حزين يا يو يو

كل حاكم مستبد متسلط لا يسمح لاحد بانتقاده او معارضته اومخالفته في الراي فهو لايري سوي نفسة ولا يسمع سوي صوته...كماكان فرعون يقول(لا اريكم الا ما اري).......لكن هذا الوضع يصيب بالمملل والرتابة.......لسبب بسيط هو ان هذا الحاكم هو بشر اي انه ناقص وليس كامل فالكمال لله وحدة.......وعلية فان هذا احيانا يكون غير مريح .....وحينئذ يقوم المستبد بتاجير معارض ومخالف مدفوع الاجر يقوم بدورة بتمثيل الاعتراض علي سيده... واحيانا يصل الامر ان يسمح لهذا(المعارض) بشتيمة سيده ووصفه ببعض الصفات التي لم يتعود المستبد سماعها........وهذا المعارض (الاجير كان يعرف في التراث الاسطوري باسم (يو يو)وقام بتجسيد هذا الدور ببراعة الممثل السيد راضي رحمة الله عليه وممثلين اخرين في اعمال درامية عديدة........ ومهمة هذا ال(يو يو ) هي في الاساس اضحاك الملك المستبد لكن يتم ذلك بمعارضة ومهاجمة الملك نفسه.....فيضحك الملك  لانه لايوجد احد يجروء علي نقده  ومخالفته سوي هذا ال(يو يو)!!. وعلي ذلك فقد قام النظام الحاكم في مصر بتاجير (يو يو) يعارضها علي هيئة قوي سياسية مختلفة علي راسهم.الاخوان المسلمين عفوا (الانتهازيون).....الي جانب بقية الاحزاب الكرتونية وعلي راسها حزب الوفد....!
فهولاءجميعا يلعبون دور (يو يو) النظام فالنظام المصري كما يختار مويديه يختار معارضيه!!!! اذن هولاء جميعا هم (محلل)النظام الذين يعطونه شرعية (مزورة).......... وهم جميعا كمبارس يلعبون الادوار المرسومة لهم مسبقا........وقد شاركوا في الانتخابات 2010 وكل انتخابات وفق هذة المنظومة.............اذن فلماذا كل هذا الحزن يا يو يو.....بسبب الخروج من مسرحية الانتخابات الهزلية بخفي حنين ( مضربون علي القفا) هو انت نسيت نفسك واللي ايه يا يو يو...فضوها سيرة
ولنا تفصيل اخر مع يويو السياسة المصرية....... لاني سامع  في ال بي بي سي الان ان الوفد انسحب من جولة الاعادة والاخوان بتفكر........بعد ما حبلصها خلصها جيي يلحوسها..............وعجبي