السبت، 5 مارس 2011

الاسلام ومقاومة الاستبداد وتاصيل الخروج علي الحاكم الفاسد

في هذة اللحظات الطاهرة من عمر مصر والتي نحيا فيها في ظل ثورة الشعب المصري العظيم وحيث اننا بصدد بناء مصر التي يجب ان تكون اريد ان اذكر بان الذي حدث هو نتاج لتراكمات فكرية وجهادية ونضالية ضد الاستبداد والفساد وكانت ثورة 25يناير هي المتوجة لهذا الجهد وحتي لاننسي فانني سوف احاول انعاش الذاكرةبجهود العظماء الذين سبقونا في مقاومة الطغيان والاستبداد وانا هنا لا اتحدث عن فصيل بعينه او حزب بذاته وانما اتحدث عن الجميع الذين ناضلوا ورفضوا الخنوع والاستسلام ورايت ان ابدا بعرض جزء من كتاب الاسلام والاستبداد السياسي للعلامة الفقيه الداعية الفذ محمد الغزالي الذي قضي عمره الدعوي يحارب الطغاه والمستبدين واعرض هذا الجزء الذي يتحدث عن حالنا اليوم مصر وساثر بلاد العرب ولتعلموا قيمة العالم الجليل
تستبد بشئونه عصابات من المرتزقة

أما الشرق الإسلامى من عصور خلت فالأمر فيه على النقيض ٬ لا هو يحكم بما أنزل الله ولا هو يحكم بما أراد لنفسه ٬ وإنما تستبد بشئونه عصابات من المرتزقة احترفت أكل الناس كما يحترف الفلاحون حراثة الأرض ورعاية السائمة .  جاء الإسلام فاعتبر الحكم تكليفا لا تشريفا ٬ وحمل الحاكم من الأمانات ما تنوء به الجبال ٬ انظر إلى وظيفة الحاكم كما جاءت على لسان الرجال الذين رباهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونوا حكاما على المسلمين من بعده.  عن الأغر أبى مالك قال: لما أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بعث إليه ٬ فدعاه ٬ فأتاه ٬ فقال أبو بكر: ‘ إنى أدعوك لأمر متعب لمن وليه! فاتق الله يا عمر بطاعته ٬ وأطعه بتقواه ٬ فإن التقى آمن محفوظ ٬ ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ٬ فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ٬ وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر ٬ يوشك أن تنقطع أمنيته وأن يحبط عمله ٬ فإن أنت وليت عليهم أمرهم ٬ فإن استطعت أن تجف يدك من دمائهم ٬ وأن تضمر بطنك من أموالهم ٬ وأن تكف لسانك عن أعراضهم فافعل ٬ ولا قوة إلا بالله. .  ‘.  فلما ولى عمر أمور المسلمين كان من فقهه العميق لهذه النصيحة ٬ وإدراكه الصحيح لعمل الحاكم أن قال : ‘ لوددت أنى وإياكم فى سفينة فى لجة البحر تذهب بنا شرقا وغربا فلن يعجز الناس أن يولوا رجلا منهم ٬ فإن استقام اتبعوه ٬ وإن جنف قتلوه!! فقال طلحة: وما عليك لو قلت:’ وإن تعوج عزلوه؟!  فقال عمر: ‘ لا. .  القتل أنكر لمن بعده ‘!.  إن التلاعب بأمر الجماعة مصيبة نكراء ٬ وعمر يريد أن ينكل بالحاكم الطائش ليكون لمن بعده عبرة.  وعمر. .  وفقهاء الأمة لا يفتون بقتل الحاكم جزافا ! فإن قتل نفس أى نفس يعتبر كبيرة شنعاء ٬ يعتبر خرقا فى نظام الوجود : ‘ من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا٬ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم   : ‘ لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ‘ ! إنما يتجرأ على الحاكم ويستباح ٬ يوم يتجرأ هو نفسه على الأمة ويستبيحها ويسقط هيبتها وينتهك حرمتها.  وقد احتاط الإسلام احتياطا شديدا فى إثبات هذه القضية ٬ فلم يدع لأحد تصيد مقدماتها من أعمال متشابهة تضطرب فيها وجهات النظر ٬ ولا من أخطاء يمكن الرجوع عنها أو يمكن تحمل العنت الخفيف فيها .  وللإسلام عذره فى هذه الأناة ٬ وهى لمصلحة الأمة لا لمنفعة الحاكم ٬ فإن عواقب الفتن وخيمة على مستقبلها ٬ ومن ثم نفهم ما رواه عبادة بن الصامت قال: ‘ بايعنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم على السمع والطاعة فى العسر واليسر والمنشط والمكره ٬ وعلى أثرة علينا ٬ وأن لا ننازع الأمر أهله ٬ إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ٬ وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف فى الله لومة لائم ‘.  والأمة فى حل من السمع والطاعة بداهة إذا حكمت على أساس من جحد الفرائض ٬ وإقرار المحرمات ونهب الحقوق وإجابة الشهوات . .  لأن معنى ذلك أن الحكم قد مرق من الإسلام وفسق عن أمر الله ٬ وأن الحاكمين أنفسهم قد انسلخوا عن الدين ٬ فليس لهم على أحد عهد !! والله يقول : ‘ يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ‘.  وقد أوجب الله طاعة أولى الأمر علينا ٬ ما داموا منا ٬ فقال : ‘ وأولي الأمر منكم ‘.  ولن يكونوا مسلمين إلا إذا خضعوا لأحكام الدين ٬ ولن يكونوا كذلك إلا إذا أحلوا حلاله وحرموا حرامه!.  نعم. .  إن المسلم قد يلم بسيئة ٬ أو يفرط فى واجب ٬ ولا يكون بذلك مرتدا ٬ هذا حق ٬ لكن البون بعيد بين اقتراف محظور ٬ تعقبه توبة من قريب أو من بعيد ٬ ورجل يصرف شئون الدولة على أسس تجعل الحرام متداولا كالنقد ٬ مستساغا كالطعام والشراب !.
إن الجريمة خروج على القانون ٬ فإذا جاء حاكم ليجعل الجريمة نفسها قانونا يحتكم الناس إليه فمن العبث وصف هذا العمل بأنه  * إسلام  * !!.  فما تكون الردة إذن عن الإسلام؟ لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‘ اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشى ٬ ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل’.  وقال: ‘ السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره ٬ ما لم يؤمر بمعصية ٬ فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة ‘ .  وللحكم إغراء يزين لمتوليه أن يتخفف رويدا رويدا من تبعات الفضيلة والعفاف ٬ وما أكثر ما يذكر الحاكم شخصه وينسى أمته ٬ وما أسرع أن ينسى مثله العليا ويهبط عنها قليلا قليلا ٬ وما أيسر أن يستخدم سلطانه الواسع فى غير ما منح له !!.  بيد أن دين الله إن حاف عليه الولاة الطاغون فيجب أن ينتصب له فى كل زمان ومكان من يذودون عنه ويصونون شريعته ٬ ولو تحملوا فى ذلك الويل والثبور ٬ وقد بين الرسول الكريم أن الحكم من بعده ستعتريه أطوار شتى وسيدخل من أهواء الحكام فى مثل ما يدخل البدر عندما تغطى صفحته الغيوم والسحب فقال : ‘ ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الإسلام حيث دار ‘!!.  ألا إن القرآن والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب ‘!.  ألا إنه سيكون عليكم أمراء مضلون ٬ يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم ٬ إن أطعتموهم أضلوكم ٬ وإن عصيتموهم قتلوكم ‘!.  قالوا: وما نصنع يا رسول الله؟ قال:’ كما صنع أصحاب عيسى ٬ نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب والذى نفسى بيده لموت فى طاعة الله ٬ خير من حياة فى معصية الله.
على أن لقول الحق وغرسه فى المجتمع سياسة لا ينبغى أن تغيب عن أذهان الدعاة
والمصلحين ٬ فليس الهدف المقصود أن يستقتل المرشدون من غير جدوى وأن يضحوا بغير
ثمرة فذلك ما لا ينتفع به الحق ولا يضار به الباطل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق